شهد الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، احتفالية الكاتب الأرجنتيني الراحل خورخي لويس بورخيس، والتي أقامها المجلس الأعلي للثقافة بالتعاون مع قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، والمركز القومي للترجمة، وسفارة الأرجنتين بالقاهرة ، وذلك مساء الخميس بالمجلس الأعلى للثقافة. وقال وزير الثقافة إن احتفالنا بالكاتب بورخيس مناسبة مهمة وذات طبيعة خاصة للمثقفين المصريين والعرب ، فنحن نعرف بورخيس جيدا من أعماله ، كونه حالة خاصة نعتز به لارتباط كثير من أعماله ومقالاته بمصر، فضلا عن أفكاره وثقافته التي تتشابه مع مبدعينا، مشيرا إلى أنه بالرغم من عدم حصوله على جائزة نوبل مثل جابرييل جارسيا ماركيز لكن مستواه الإبداعي يرقى لجائزة نوبل، ولعل مواقفه السياسية كانت السبب في عدم حصوله عليها. وأضاف النمنم أن بورخيس حصل على جائزة أهم وهي حب القراء له وخاصة نحن المصريون، مشيرا إلى أننا في وزارة الثقافة لدينا اهتمام كبير بالانفتاح على العالم وفي مقدمته أفريقيا وأمريكا اللاتينية ، مؤكدا أن المركز القومي للترجمة مهتم بالانفتاح على أدباء أمريكا اللاتينية لأن هناك تقارب وجداني وتاريخي بين الشعوب، فضلا عن مساندة أمريكا اللاتينية للقضايا العربية. وقال الدكتور أنور مغيث رئيس المركز القومي للترجمة إن الاحتفال ببورخيس هو احتفال فوق العادة لأن هناك علاقة خاصة تربطه مع الثقافة العربية واللاتينية وتكاد تكون علاقة حب ، فشعوب أمريكا اللاتينية مرآة لنا نحن الشعوب العربية، نظرا لمواجهتها الاستعمار والإمبريالية، مشيرا إلى أنه إذا وقع حدث ما في أمريكا اللاتينية نقول أنه يمكن حدوثه وتكراره في المنطقة العربية نظرا لتقارب ثقافة الشعوب العربية وشعوب أمريكا اللاتينية. وأشار مغيث إلى أن المثقفين المصريين يعشقون بشكل خاص أدب أمريكا اللاتينية، ويظهر ذلك حال فوز أي كاتب من أمريكا اللاتينية بجائزة نوبل حيث يقابل بحماس من جانب المثقفين المصريين. وأضاف أن حكايات ألف ليلة وليلة أثرت كثيرا في فكر بورخيس وتمكنت من خياله الأدبي ، مؤكدة بذلك أن الحب متبادل من الطرفين. وأكد سرخيو ألبرتو باؤور سفير الأرجنتين بالقاهرة أن الاحتفال بالكاتب الأرجنتيني بورخيس حدث كبير لأب من أباء الأدب بأمريكا اللاتينية، تراثه أصبح عالميا، مؤكدا أن الترجمة هي الأداة الأساسية للتعرف عىي تلك الأعمال. وأشار إلى أن بورخيس كان أيضا مترجما ودائم الاستشهاد بالأعمال الأدبية التي كان يقرأها، وأن وجود مصر في كتاباته وأدبه كان حاضرا دائما نظرا لإعجابه بالأدب العربي والمصري على وجه الخصوص. وقال إن بورخيس اقتبس عن هيرودوت مقولته أن مصر هبة النيل، وأرجع أن أصل الحضارات كلها من مصر، كما كتب عن وصول العرب إلى مصر في روايته الأولى "الألف" التي كتبها عام 49 ، وكانت عن مسجد عمرو بن العاص والقاهرة. وأضاف أن زوجته كانت المترجم الأساسي لحياة بورخيس والسفينة التي تتابع كتاباته في أنحاء العالم ، وعندما سئلت ماهي البلاد التي أحببتموها قالت مصر، وذلك بعد زيارتهما لها عام 1984. واستعرضت ماريا كوداما أرملة الكاتب الراحل بورخيس سيرة حياته وكتاباته ومؤلفاته وقرأت جزء من قصيدة " القصائد" ، كما اشارت إلى زيارتهما لمصر عام 1984 . كما أقيم على هامش الاحتفالية معرض صور فوتوغرافية لرحلة بورخيس للقاهرة، ومعرض لترجمات بورخيس التى صدرت عن المركز القومي للترجمة.