يزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إيران اليوم الاثنين، بمناسبة انعقاد قمة الدول المصدرة للغاز في طهران، وسيلتقي على هامشها المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لأول مرة بعد 8 سنوات، بالإضافة إلى الرئيس الإيراني حسن روحاني. وتأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد الخلافات بين طهرانوموسكو حول طبيعة التدخل العسكري الروسي في سوريا، منذ بداية أكتوبر الماضي، حيث ترى طهران أن وجود روسيا هناك همش دورها رغم الخسائر التي قدمتها إيران بالمال والسلاح والعسكر للحيلولة دون إسقاط نظام بشار الأسد. وصرح مستشار الكرملين، يوري أوشاكوف، أنه أثناء هذه المحادثات "سيولى اهتمام خاص للمسائل الدولية أخذاً بالاعتبار النزاع السوري". كما تأتي هذه الزيارة عقب إصدار قرارين دوليين حيال مكافحة إرهاب تنظيم "داعش"، حيث اعتمد مجلس الأمن الدولي الجمعة، بالإجماع، قراراً يدعو الدول الأعضاء إلى "اتخاذ كافة التدابير الضرورية لمحاربة تنظيم داعش على الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق". كما أصدرت لجنة حقوق الإنسان بالجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، قراراً صاغته المملكة العربية السعودية بمشاركة قطر ودول عربية أخرى والولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، يندد بالتدخل الإيراني والروسي في سوريا ويطالب بانسحاب قوات الحرس الثوري وميليشيات حزب الله من سوريا. وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، ترغب موسكو في تشكيل تحالف دولي يضم إيران والأردن ودولاً أخرى في المنطقة وكذلك الغربيون بهدف محاربة تنظيم "داعش" في سوريا. لكن، هذا الاقتراح الروسي يصطدم بتحفظ الغربيين وبعض الدول العربية إزاء فكرة انضمام نظام بشار الأسد في دمشق لهذا التحالف المقترح. كما يأتي التحفظ من عدم حيادية إيرانوروسيا في النزاع السوري، وهما أبرز حليفين لنظام بشار الأسد، وتقدمان له مساعدة عسكرية خاصة عبر إرسال مستشارين ومقاتلين إلى الأرض، قتل منهم حوالي 60 عنصراً بغضون شهر، منذ التدخل الجوي الروسي. ومنذ السبت، صعدت روسيا قصفها على مواقع المعارضة السورية، كما قام طيرانها في نفس الوقت بهجوم مكثف على معاقل تنظيم "داعش" وسط سوريا وشرقها.