بشكيك: أعلنت الحكومة القرغيزية المؤقتة الأحد التعبئة الجزئية للجيش ، فيما أعطت الضوء الاخضر لاجهزة الامن بالقتل عند الضرورة للسيطرة على الصراع الطائفي الذي اسفر حتى الآن عن مقتل 80 شخصا واصابة 1063 شخصا بجروح في هذه المواجهات. وكانت السلطات قد فرضت حالة الطوارئ في مدينة "جلال اباد" ثاني مدن جنوب البلاد خشية امتداد اعمال العنف الطائفية الدامية التي اندلعت في مدينة اوش المجاورة. وقال مساعد رئيسة الحكومة الانتقالية عظيم بك بكنازاروف للتلفزيون القرغيزي العام "اننا اجبرنا على اتخاذ هذا القرار لان منطقة عدم الاستقرار تتسع". ورفضت روسيا السبت مطالب قرغيزيا بالتدخل العسكري لانهاء حالة العنف ، حيث قالت المتحدثة باسم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديدف "موسكو لا ترى أي ظروف ملائمة الآن لإرسال قواتها إلى مدينة أوش القرغيزية، تلبية لطلب حكومة البلاد الانتقالية لمساعدتها على إنهاء العنف الطائفي الذي اندلع بين القرغيز والأوزبك في المدينة الخميس". ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن المتحدثة باسم الكرملين، نتاليا تيماكوفا، قولها إن الصراع الدائر في قرغيزستان "شأن داخلي"، لكن روسيا سوف تقدِّم المساعدات الإنسانية للمتضررين. وقد فر الآلاف من الأوزبك من مناطق القتال، وحاول البعض منهم عبور الحدود باتجاه أوزبكستان، لكنهم لم يتمكنوا من العبور إليها لأن الحدود بين البلدين مغلقة. ودعت سلطات قرغيزستان السبت الضباط المتقاعدين في الشرطة والجيش للتوجه الى منطقة اوش جنوب البلاد التي تشهد اعمال عنف اثنية. واندلعت الاشتباكات إثر خلاف بين شخصين في ملهى ليلي، تبعه ظهور عصابات مسلحة بالهري والقضبان أقامت حواجز على الطرق وأضرمت النار بسوق ومطاعم في حي الأوزبك بالمدينة. وهناك مشاكل عالقة بين القرغيز والأوزبك منذ الصدامات العرقية بينهما عام 1990، حيث يشعر الأوزبك أنهم فئة مهمشة لا تملك حقوقا مثل تعليم لغتهم القومية في المدارس. ومن جانبه ، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كل الاطراف في قرغيزيا إلى التحلي باقصى درجات ضبط النفس بهدف تجنب خسائر جديدة في الارواح. واضاف في بيان "أنه يجدد الدعوة الى ضرورة احترام دولة القانون وحل المشاكل سلميا عبر الحوار، كما يحض الحكومة المؤقتة على ايلاء العلاقات بين القوميات عناية خاصة واتخاذ اجراءات لضمان التعايش السلمي بين كل المواطنين في قرغيزستان". ودعت السفارة الامريكية في قرغيزستان الى الهدوء، علماً ان الولاياتالمتحدة تملك قاعدة عسكرية كبيرة في البلاد. وافادت في بيان ان "سفارة الولاياتالمتحدة في بشكيك حزينة جداً لاعلان عن اصابات وخسائر بشرية في اعمال العنف في اوش. ندعو كل العالم الى حل الخلافات في شكل سلمي يحترم دولة القانون، اذ ليس العنف بديلاً مقبولاً". كذلك وجه رئيسا الصين هو جينتاو وروسيا ديميتري مدفيديف دعوة الى عودة الهدوء في قرغيزستان بعد موجة العنف الاخيرة. وقال الرئيس الصيني المشارك في العاصمة الاوزبكية طشقند، حيث تنعقد قمة منظمة شانغهاي للتعاون: "نأمل بصدق بأن يستقر الوضع سريعاً في قرغيزستان". وأضاف: "ستواصل الصين ودول مجاورة اخرى تقديم كل مساعدة ممكنة لقرغيزستان". اما ميدفيديف فأبدى رغبته في عودة الهدوء الى هذا البلد الذي تملك فيه بلاده قاعدة عسكرية ايضاً. وقال: "نريد ان يتجاوز هذه المرحلة في اسرع وقت". ونصحت بريطانيا رعاياها بتوخي أقصى درجات الحذر في قيرغيزستان بعد اندلاع أعمال العنف ، قائلة في بيان للخارجية "هناك حالة من عدم الاستقرر في أجزاء من قيرغيزستان، خصوصاً في مناطقها الجنوبية".