موسكو: قال نائب وزيرالخارجية الروسي سيرجي ريابكوف أن الولاياتالمتحدة تنوي تطوير منظومة الدرع الصاروخية في شتى أنحاء العالم والخليج العربي ضمنا. وأضاف ، في حديث أدلى به لوكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء، قائلا: "فيما يتعلق بتفاصيل الدرع الصاروخية فإن البرنامج الأمريكي يحمل طابعا عالميا، ولم يخفي الأمريكيون أبدا إن الأمر لن يكتفي بنشر بعض مكوناتها في أوروبا فقط، كما أنه لن يكتفي بالتعاون مع دول الناتو، علما أن الولاياتالمتحدة لديها حلفاء في شمال شرق آسيا التي تطور التعاون معها، ومن المفترض أن تتطور منظومات الدرع الصاروخية للولايات المتحدة في غيرها من مناطق العالم ، بما في ذلك الشرق الأوسط ومنطقة الخليج العربي.
ومضى ريابكوف قائلا : " لا تريد روسيا بناء علاقاتها مع الولاياتالمتحدة، أو أي بلد آخر، انطلاقا من منطق المواجهة أو وفقا لقواعد اللعبة القديمة مع نتيجة الصفر، إن ذلك أمر محكوم عليه بالفشل وغير فعال، لدينا تساؤلات نوجهها إلى الولاياتالمتحدة بشأن وجودها في بعض المناطق، بما فيها منطقة وسط آسيا، حيث يقال لنا لدى إنشاء نقاط استناد هناك أن ذلك أمر مؤقت، ثم يقال أن موعد القضاء على تلك النقاط قد يتغير، ومن المعروف أن الأمر المؤقت غالبا ما يتحول إلى أمر أكثر دائمية، وقد علمتنا التجربة أنه يصعب التصديق بأقوال الشركاء الأمريكيين".
وبحسب قول ريابكوف فإن هذا الأمر يؤخذ بالحسبان لدى وضع الخطط العسكرية أو أية خطط أخرى، مضيفاأن " يؤخذ هذا الأمر أيضا لدى بناء علاقاتنا مع الولاياتالمتحدة بشكل عام"، ولفت ريابكوف إلى أن حجج الأمريكيين تتغير دوما فيما يتعلق بالهدف من إنشاء المنظومة والجهة التي تستهدفها"، وقال:" لنلق نظرة مثلا على وجود أو عدم وجود تهديدات صاروخية، وبالطبع نعرف أن هناك اطلاقات للصواريخ في كوريا الشمالية وإيران، لكن ذلك لا يعني إنشاء قدرات صاروخية بوسعها ضرب أهداف على مسافات بعيدة، ولكي يقول بلد ما أنه يمتلك مثل هذه القدرات يجب أن يمر بطريق طويل جدا، وخاصة على خلفية الظروف التي تواجهها كل من كوريا الشمالية وإيران اللتين فرض عليهما مجلس الأمن وبعض الدول عقوبات شديدة، مما قلص إلى حد كبير امكاناتهما في الاستحواذ على تكنولوجيات حساسة".
وأشار ريابكوف إلى أن التعنت في عدم تقديم ضمانات ملزمة قانونيا لعدم استهداف روسيا من قبل الدرع الصاروخية التابعة للولايات المتحدة والناتو يعرقل تطوير التعاون.
وأعاد نائب وزير الخارجية الروسي إلى الأذهان أن رئيسي الولاياتالمتحدةوروسيا أوكلا خلال انعقاد قمة هونولولو فريقيهما لمواصلة العمل على إيجاد احتمالات لإثبات المواقف المتفق عليها من الدرع الصاروخية على الورق. ويعتبرهذا التكليف دفعة بالنسبة إلى الخبراء ليتخذوا مواقف أكثر ديناميكية ويفكروا أسرع ويبدعوا في حل هذه المشكلة.
هذا وقد اتفقت روسيا والناتو في قمة لشبونه في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2010 على التعاون في مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية، ولكن المفاوضات دخلت في طريق مسدود، بسبب رفض الولاياتالمتحدة تقديم ضمانات قانونية حول عدم استهداف قوى الردع الروسية من قبل الدرع الصاروخية الأمريكية، التي ستنشر في أوروبا، وهي تعتبر "الأساس" لتنفيذ مشروع الدرع الصاروخية الأوروبية.
وكان الجانب الروسي قد أعلن مرارا أنه لا يفهم حتي الآن الدور الذي تعطيه الولاياتالمتحدة إياه في الدرع الصاروخية الأوروبية، علما أن روسيا لا ترضى بلعب دور المراقب فيها.
وكانت الولاياتالمتحدة تعتزم في عهد ادارة جورج بوش الابن السابقة، نشر صواريخ اعتراض في بولندا، ورادار من منظومة الدرع في تشيكيا، ووجدت موسكو هذا خطرا يهدد قدراتها الاستراتيجية بصورة مباشرة، وقررت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحالية تأجيل هذه المخططات، محدثة تغييرا في استراتيجية الدرع الصاروخية، ولكنها لم تتخل عنها بصورة نهائية، مما أثار أيضا رد فعل سلبي لدى روسيا.