تحدّى مقدّم برنامج «ذا لايت شو» الذي يعرض على شبكة «سي بي أس» الأمريكية ستيفن كولبرت، المرشّح الجمهوري إلى الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب بأن يتبرّع بمليون دولار لمؤسسة تعنى بالأطفال الفقراء. ويأتي هذا التحدّي من مقدّم البرامج لترامب، بعد تصريح الأخير الذي قال فيه إنّه استدان «مبلغاً صغيراً» من والده حين دخل عالم ريادة الأعمال، يبلغ مليون دولار، ونصحه والده لآنذاك بعدم المغامرة بتجارة العقارات في مانهاتن والبقاء في بروكلين، وكلاهما مناطق في مدينة نيويوركالأمريكية. وقال كولبرت ان ما قاله ترامب حول استدانة مال من والده «قصة كلاسيكية مؤثرة»، وأشار مستفزاً المرشح الجمهوري: «تعال هنا ووقع على التبرع وأثبت أن مليون دولار هو مبلغ صغير، وخصوصاً عندما يكون لمساعدة للآخرين في الحصول على بداية في مانهاتن». وكان كولبرت قد اعد صكا بمبلغ مليون دولار لصالح مؤسسة «هارلم للطفولة»، وهي مجموعة تهتم بالأسر والأطفال الفقراء في منطقة هارلم في نيويورك، وأظهر الصك في أثناء برنامجه طالباً من ترامب التوقيع عليه. وعلى رغم أن مبلغ مليون دولار قد يكون مبلغاً تافهاً بالنسبة لترامب، لكن سجله الخيري قد لا يبشر بالخير لأطفال هارلم. وكان ترامب صرح إنه تبرع ب 102 مليون دولار نقداً للجمعيات الخيرية والمحافظة على البيئة على مدى السنوات الخمس الماضية، وهو مبلغ ضئيل إذا قورن بتبرعات نظرائه من أغنياء الولاياتالمتحدة مثل مايكل بلومبرغ وجورج لوكاس ووارن بافيت، بحسب ما ذكرت وكالة «أسوشييتد برس». ولاحظت الوكالة أيضاً أن حملة ترامب قدمت وثائق قليلة عن معظم تلك التبرعات. وتشير مصلحة الضرائب أن دونالد ترامب لم يقدم أي تبرعات خيرية منذ العام 2008. وذكرت «أسوشييتد برس» أن ترامب يمكن أن يكون تبرع بالمال لمجهول من خلال قنوات أخرى في مؤسسته. ولكن بعد الضغط من قبل الوكالة حول تفاصيل إسهاماته، قدمت الناطقة باسم حملته هوب هايكس، قائمة جزئية من التبرعات التي أظهرت توافقاً مع تبرعات مؤسسة ترامب، وتشير إلى أن ترامب قد يكون قدم بالفعل عطاءات للآخرين. وقال ترامب في رد عبر البريد الالكتروني على أسئلة وكالة «أسوشييتد برس» عن كيفية احتسابه حجم تبرعاته الخيرية الخاصة، إنها «واحدة من الأشياء التي كنت افعلها مثل معظم أقراني. لقد بذلت الكثير من المال». وذكرت مصلحة الضرائب أن حملة ترامب لم تستجب لطلب أن يتم تحديد التبرعات التي يقوم بها، ولم تنشر ورقة حول ذلك في سجلات الضرائب الخاصة على رغم أن بعض مرشحي الرئاسة الآخرين تم الكشف عن تبرعاتهم. ومن شأن هذه الوثائق المحتملة أن تقدم صورة أكثر وضوحاً عن عطاءات ترامب المزعومة. ويكشف تقرير الوكالة أن الغالبية العظمى من هدايا وتبرعات ترامب صرفت على «أن بي سي يونيفيرسال» التي ترعى رياضة المصارعة العالمية للترفيه والرياضات الراقية. وظهر أن جزءاً كبيراً من عطاء ترامب وجّه نحو المؤسسات الخيرية التابعة لأبرز المشاهير أو السياسيين، مثل مؤسسة رونالد ريغان ومؤسسة كلينتون، وقدمت التبرعات للجمعيات الخيرية المرتبطة بمدير دوري البيسبول السابق جو توري، والشخصية التلفزيونية المشهورة لاري كينغ، وأسطورة الغولف أرنولد بالمر.