في ضوء تصاعد دور السلفيين والإسلاميين في الحياة السياسية المصرية قال إد حسين في مقاله الذي نشرة المركز الأمريكي للعلاقات الخارجية أن الرئيس المصري السابق حسني مبارك كان يحمي ويرعي منتجات المملكة العربية السعودية الإسلامية والآن السلفيين هم القوة الصاعدة في مصر وهي البلد الممزقة بين عدد من الاختيارات السياسية الخاطئة ما بين العلمانية والإسلام. فالسلفيون الذين عارضوا الثورة المصرية في البداية شكلوا عدد من الأحزاب السياسية الآن مثل حزب النور وحزب الفضيلة من أجل إقصاء الإسلاميين الآخرين وفي مقدمتهم جماعة "الإخوان المسلمين"، ودخل السلفيون السياسة بهدف تعميم النموذج الإسلامي المتزمت والذي يعد غريباً على دولة مثل مصر بأي حال من الأحوال، ويأتي تدخلهم السياسي ضمن إستراتيجيتهم لتطبيق رؤيتهم للشريعة كقانون للدولة.
ويعبر الفيديو المعروض عن نشيد الحملة الانتخابية لأكبر حزب سياسي سلفي وهو "حزب النور" وعلي الرغم من جمال لقطات الريف المصري والحياة اليومية للشعب التي تم توزيعها على فيديو مدته ثلاث دقائق تم نشره في جميع أرجاء مصر فاللقطات تقول أنه لا مكان للمرأة أو للأقباط بين كل هذه المشاهد المعروضة داخل الأداة الدعائية للحزب السياسي وإغفال الأقباط مهم في هذا الأمر لأن السلفيين دائماً ما تم اتهامهم بإشعال المشاعر المناهضة للأقباط في مصر ونجد الالتزام الحرفي المتشدد للتفسيرات الإسلامية المتنازع عليها ولا يسمح بالموسيقي ولذلك تم استخدام أزيز موسيقي خفيف للالتفاف على الحظر المفروض على استخدام الموسيقي لدي السلفيين.
ولكن لكي نكون منصفين فالغناء في الفيديو غير مؤذي مع ملاحظات وطنية عالية بشأن بناء جسور لمصر الغد وليس كل السلفيين لديهم نفس المشكلات مع الآخرين ولكن السلمية والمشاهد المثالية لا يمكنها إخفاء حقيقة أن خلفية "حزب النور" غير ديمقراطية وتقوم على الاستثناء.
وعلى النقيض من السلفيين فقبل عام من الآن ظهرت مجموعة من شباب "الإخوان المسلمين" في مترو الأنفاق بالقاهرة وهم يقولون "تحيا عقيدتنا سنحكم بالسيف والقرآن والخلافة" مما جعل الناس ينظرون إليهم بهلع والآن يغني شباب الجماعة الذين تم تدريبهم في معسكرات صيفية سرية قائلين "أكتب لنا الشهادة يا الله".
ولكن لا ينظر الجميع إلى الأمر على أنه مسألة غير مؤذية أو عبارة عن تسلية بين مجموعة شباب من المصريين فهناك الكثير من الكلمات الوطنية في الأغاني ولكن الحديث عن الاستشهاد والحكم بالسيف وإقصاء الأمم الأخرى وإعلان الخلافة حتى النهاية تنذر ببوادر تطرف وتعتبر مقلقة للغاية وبالتالي هناك مسئولية على قادة "الإخوان المسلمين" المعتدلين مثل خيرت الشاطر الذي يملك حظوة كبيرة في صفوف الشباب ومحمد البلتاجي بطل ميدان التحرير للقضاء على هذه العقلية بين أعضاء الجماعة.
وفي النهاية يقول الكاتب أن مثل هذا الخطاب يضفي الشرعية والقبول على مثل هذه الأفكار كأمر طبيعي، فحيث يغني الإخوان المسلمين للاستشهاد والخلافة فإن أولاد عموميتهم في الجهاد سيستمرون في الالتزام بالعمل الجهادي، حيث سيسيطر السلفيون على الفضاء العام في مصر من خلال الإسلام السعودي الجامد غير المتسامح الذي عفا عليه الزمن.