الرباط: تقدم الأرقام النهائية للترشيحات التي تقدمت بها الأحزاب السياسية المغربية، بشكل تفصيلي، صورة عن الخريطة التي ستتحرك ضمنها الانتخابات البرلمانية ل 25 من الشهر الحالي، فالأرقام ناطقة بالكثير من الدلالات، ومنها هيمنة الأحزاب الكبيرة على خارطة الترشيحات، حيث فاقت الترشيحات في ثمانية أحزاب نسبة 75 في المائة، وهذه الأحزاب هي اللاعب الرئيسي في المسلسل الانتخابي. كما تكشف الأرقام عن محدودية عدد من الأحزاب الصغرى وفشلها في تهيئة لوائح وطنية، كما لم يحالفها حجمها السياسي والانتخابي في الوصول إلى تغطية مناسبة تقارب ال 50 في المائة، وبالتالي يتكرس ضمنيا أن الانتخابات هي مجال لعب للكبار وأن الأحزاب المتواضعة لا أمل لها فيها على مستوى الترشيحات ولا على مستوى النتائج النهائية للتصويت.
وبلغ العدد النهائي للوائح الترشيح المودعة برسم الدوائر الانتخابية المحلية حسبما ورد بجريدة "الخليج" الإماراتية 1546 لائحة، فيما وصل عدد اللوائح المسجلة برسم الدائرة الانتخابية الوطنية إلى 19، مقابل تسجيل لائحتين محليتين في ما يتعلق بالمترشحين اللامنتمين في الانتخابات التشريعية، التي من المقرر إجراؤها في 25 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وبخصوص الترشيحات المقدمة، برسم الدائرة الإنتخابية الوطنية، وصل عدد اللوائح المسجلة إلى 19 لائحة، تتضمن 1710 ترشيحات، منها 1140 مترشحة و570 مترشحاً شاباً.
وفي ما يتعلق بالمترشحين اللامنتمين، جرى تسجيل لائحتين محليتين في كل من الدائرة الانتخابية المحلية للمضيق- الفنيدق والدائرة الانتخابية لعين السبع-الحي المحمدي.
وبخصوص المشاركة النسوية على الصعيد المحلي، يؤكد البيان ذاته، أن عدد المترشحات بالدوائر الانتخابية المحلية يتحدد في 484 مترشحة، أي بنسبة تقارب 9 في المائة، مشيراً إلى أن المرتبة الأولى أسندت، في 64 لائحة ترشيح محلية، لمترشحات ينتسبن لتشكيلات سياسية مختلفة.
وفي ما يتعلق بنسبة تغطية الدوائر الانتخابية المحلية من طرف الهيئات السياسية، يلاحظ أن 8 أحزاب تمكنت من تقديم لوائح ترشيح في 80 دائرة انتخابية محلية أو أكثر، من أصل 92 دائرة، في حين بلغت التغطية بالنسبة ل6 أحزاب سياسية ما بين 49 و79 دائرة انتخابية، أما الأحزاب الأخرى، والبالغ عددها 17، فتقدمت بترشيحات في أقل من نصف عدد الدوائرالانتخابية المحلية.
وغطى حزب الاستقلال متصدراً الأحزاب السياسية 92 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 100 في المائة متبوعا بحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ب91 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 91.98 في المائة يساويه حزب العدالة والتنمية بالنسبة نفسها، ويليها حزب التقدم والاشتراكية ب 88 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 65.95 في المائة، ثم حزب التجمع الوطني للأحرار ب86 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 48 .93 في المائة، وحزب الحركة الشعبية ب84 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 91،30 في المائة متبوعة بحزب الأصالة والمعاصرة الذي اكتفى بتغطية 81 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 88،04 في المائة.
وكانت المفاجأة في حزب جبهة القوى الديمقراطية الذي غطى 80 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 96 .86 في المائة، رغم المشاكل التنظيمية التي عاشها الحزب طيلة السنة الحالية بينما قدم حزب الاتحاد الدستوري 73 لائحة أي بنسبة تغطية بلغت 35 .79 في المائة . غير أن أحزاباً صغيرة من قبيل حزب العمل وحزب الشورى والاستقلال وحزب النهضة لم تستطع تغطية أكثر من 13 في المائة، وتقدمت لائحتان مستقلتان في مجموع التراب الوطني، وهي النسبة الأضعف من المستقلين في الانتخابات البرلمانية التي كانت تعرف إنزالا كبيرا للمستقلين ضمن ما كان ينعت ب"الحزب السري".
وكشف توزيع وكلاء اللوائح المحلية، حسب الفئات العمرية، أن نسبة الوكلاء الذين تقل أعمارهم عن 45 سنة تصل إلى 03.36 في المائة، في حين أن الفئة العمرية، التي تتراوح أعمارها ما بين 45 و55 سنة، تصل نسبتها إلى 16.36 في المائة، أما الفئة العمرية، التي تتعدى أعمارها 55 سنة، فتمثل 81.27 في المائة.