ادانة امريكي وصمت باكستاني بعد تسريب وثائق بشأن الحرب على أفغانستان القوات الدولية في أفغانستان واشنطن: أدانت الادارة الأمريكية تسريب موقع "ويكليكس" الالكتروني اكثر من 90 الف تسجيل ووثيقة عسكرية امريكية تكشف عن خفايا الحرب في افغانستان وتفاصيلها السرية في واحدة من أكبر التسريبات في تاريخ الجيش الأمريكي، فيما رفضت باكستان التلميح لعلاقتها بحركة طالبان الأفغانية. وكانت صحف "الجارديان" البريطانية و"نيويورك تايمز" الامريكية و"شبيجيل" الألمانية التي حصلت على الوثائق قبل نشر في "ويكليكس" أن المعلومات الجديدة تكشف عن تفاصيل عمليات قتل لمدنيين افغان لم يعلن عنها وعمليات سرية لقوات خاصة امريكية ضد قادة طالبان ومخاوف أمريكية من قيام المخابرات الباكستانية والإيرانية بدعم متمردي طالبان في حربها ضد الولاياتالمتحدة. وأشارت "نيويورك تايمز" الى أن المعلومات السرية تكشف عن قلق حلف شمال الاطلسي من ان باكستان وايران تساعدان طالبان في افغانستان ، فضلا عن قيام ممثلي المخابرات الباكستانية بلقاء قيادة طالبان ومساعدتهم في تنظيم عمليات ارهابية ضد قوات الناتو العاملة في أفغانستان. واضافت الصحيفة قائلة "تشير الوثائق الى ان باكستان، وهي حليف في الظاهر للولايات المتحدة، تسمح لممثلين لجهاز مخابراتها بالاجتماع بشكل غير مباشر مع طالبان في جلسات تخطيط سرية لتنظيم شبكات الجماعات المتشددة التي تقاتل الجنود الامريكيين في افغانستان بل وتضع مخططات لاغتيال زعماء افغان". وتذكر الوثائق بصورة مفصلة عمليات القتال بين يناير/كانون الثاني 2004 وحتى ديسمبر/كانون الثاني 2009 والتي أودت بحياة ما يربو على 320 جنديا من القوات البريطانية وأكثر من ألف جندي أمريكي. الامن القومي وقال مستشار الامن القومي الامريكي الجنرال جيمس جونز في بيان "تلك المعلومات السرية يمكن ان تعرض حياة الامريكيين وشركائنا للخطر، وتهدد امننا القومي". وقال جونز ان الوثائق تغطي الفترة من 2004 الى 2009 قبل مجيء الرئيس اوباما واعلانه استراتيجية جديدة تتضمن زيادة الموارد في افغانستان". وفي تعليق على التقارير الصحفية قال مسؤول امريكي ان موقع ويكيليكس ليس مصدرا اخباريا موضوعيا ووصفه بانه منظمة تعارض السياسة الامريكية في افغانستان. غير مسئول ومن جهته وصف السفير الباكستاني في الولاياتالمتحدة حسين حقاني نشر المستندات السرية بأنه "غير مسؤول"، مشددا على أن بلاده ملتزمة بالكامل بمكافحة المسلحين . ونقلت قناة "الجزيرة" الاخبارية عن حقاني قوله "هذه المستندات تضمنت معلومات غير دقيقة، ولا تعكس شيئا أكثر من تعليقات صادرة عن مصدر واحد وعن إشاعات، وهي كثيرة على جانبي الحدود وتبين أنها خاطئة بعد دراستها بشكل أعمق". وأشار السفير الباكستاني إلى أن حكومة بلاده "تتبع إستراتيجية محددة بوضوح، من خلال محاربة وتهميش الإرهابيين. وأجهزة استخباراتنا المدنية والعسكرية تتبع هذه السياسة". يشار إلى أن قتل المدنيين الأفغان جراء عمليات الناتو تكرر مرارا منذ بداية الحرب على أفغانستان عام 2001.
وكان موقع "ويكليكس " نشر في إبريل/نيسان الماضي شريط يعود فيديو، يعود تاريخه إلى عام 2007، يصور هجوم شنته مروحية عسكرية أمريكية على مدنيين في العراق مما أدى لمقتل العشرات منهم، بينهم صحفيان غير مسلحان من وكالة "رويترز" للأنباء. وقال القائم على الموقع انه يتلقى معلوماته عبر البريد أو البريد الإلكتروني من جهات مجهولة وأنه يقوم على مراجعتها للتأكد من مصداقيتها قبيل نشرها.