يوميات زوجية يغلفها صراع القط والفأر العنوان إسقاط حول قسوة الزوج وتخلي الزوجة عن إنوثتها كتابي القادم مؤلم وحزين لإنقاذ الأطفال من شبح الطلاق "مالهم عاملين زي المتجوزيين كدة ليه" جملة دفعت الكاتبة الشابة بسمة السباعي إلى إصدار كتابها الأول "عطية وموسوليني" لإصلاح العلاقة بين الأزواج. الكتاب صدر مؤرخراً عن دار نهضة مصر، ويستعرض حياة زوج "موسوليني" وزوجته "عطية" الممتلئة ب"العكننة" والضحك والدموع والابتسامات. تقول الكاتبة في تصريحات خاصة ل"محيط": "رأيت أن الزواج هو المعنى المرادف للكآبة والعكننة". وتابعت "السباعي" أنها تهدف من خلال كتابها الأول "عطية وموسوليني" إلى أن تعيد السعادة والابتسامة لكل زوجين، وجعلهما ينظران للمرآة من خلال قراءتهم للكتاب ليروا حقيقة شكل حياتهم. وأعربت "السباعي" عن سعادتها في التعاون مع "دار نهضة مصر"، مضيفة "الأستاذة نشوي الحوفي هي من شجعتني على كتابة هذا الكتاب ووجهت لها شكرا كبيرا على ثقتها ودعمها لها". وعلى موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" نشرت الكاتبة بسمة السباعي صورة "سلفي" لها مع نسخة من كتاب "عطية وموسوليني" وهو كتابها الأول بعد سلسلة طويلة من المقالات الساخرة عن يوميات الأزواج والزوجات. وعن العنوان تقول الكاتبة ل"محيط" أن العنوان يعد إسقاطاً، ف"موسوليني" هو إسقاط على قسوة الراجل مع زوجته، و"عطية" إسقاط على الزوجة لأنها تكون كال"شاويش عطية" بعد الزواج. ووصفت السباعي الكتاب بال"حلم" قائلة: كنت أحلم بأن ينزل لي مقال في جريدة ورقية وفعلاً أصبح لي مقال إسبوعي في جريدة " الوطن"، ومنها لأكبر حلم وهو كتاب يحمل اسمي، بداخله مشاعري، وضحكي ودموعي، تحمله أرفف المكتبات، فهذا كان حلماً بالنسبة لي، مضيفة: "أتمنى أن يصل كتابي للجميع، ليس من أجل المكسب، بل حتى يغير الأزواج من أنفسهم، ويتجهوا للحياة بشكل أفضل وأسعد، أنا على أتم استعداد اشتري نسخ علي حسابي وأوزعها علي كل الناس، فلربما حين يقرأون عن مشاكلهم ويرون حياة عطية وموسوليني يتغيروا، يعيشوا بشكل صحيح". وحول اختيارها الكتابة عن الرجل والمرأة بشكل ساخر، تقول: أن أبرز مشكلات المتزوجين افتقادهم للسعادة، حتى حين يخرجون أو يسافرون، السعادة ليست حقيقية، الرجل لم يعد يقول لزوجته كلمات جميلة، والزوجة تعتبر الرجل مصدر للنكد فقط، ولا تستمع إليه، الاثنان افتقدوا لجزئية احتياجهم للآخر، إحساسهم بالزواج جعلهم يشعرون بأنهم مفروضون كل على الآخر، ولأن المفروض مرفوض، يحدث الرفض، قبل أن يروا أشياء تساعدهم عليه. والحل من وجهة نظر الكاتبة يكمن في أن ينسوا ذلك، وأن يوقنوا أن "نكد" كل طرف منهم على الآخر يُفسد أيامهم، التي من الممكن أن تكون جميلة، مليئة بالضحكات والسعادة، كل منا في يده أن يصبح سعيداً، إذا اختار هذا، إنما ما يحدث أن الزوج والزوجة يُمسك كل منهم بقلم أسود "يشخبطوا" به على لوحة حياتهم، وفي النهاية يشكون من سوء معيشتهم، وعلاقتهم ببعض، موجهّة نصيحتها للزوجين قائلة: علينا أن نحسّن اختيار الطريق الذي سنسير به، فمن يختار النكد ستكون حياته هكذا، فهو اختيار أيضاً كالسعادة. تواصل: اختيار الفرح يجعل حياتنا جميلة، لا أحد يقود سيارة وينحرف بها جهة اليمين، فيفاجئ أنها مصرة على الانحراف يساراً!، وهكذا هي الحياة لا أحد يختار أن يكون سعيداً ويرى عكس اختياره، واختيار السعادة برأيي أن نكف عن البحث عن المخطئ، ومن السبب في الخطأ، ومن المجرم ومن الضحية، لأننا نبذل مجهوداً إضافياً في البحث عن ذلك، في الوقت الذي إذا بذلنا به ربع هذا المجهود لحل المشكلة لأصبحت حياتنا أفضل وخالية من المشاكل. وأكدت السباعي أنها تعمل حالياً للإنتهاء من كتابها الثاني، الذي وصفته بأنه حزين جداً، حتى أنها تبكي وهي تكتبه، فهو مؤلم على حد تعبيرها، وتواصل: شعرت أن حزني في كتابته سيغير، وأنه سيحمي بيوت كثيرة من الطلاق، وبالطبع سيحمي أطفالهم، فالأطفال يعانون في الاختيار بين الأم والأب، رغم أن أبسط حقوقهم هو النشأة في أحضان الطرفين". وعن فرحتها بالكتاب تقول: "أول ما استلمت الكتاب ومسكته في إيدي مصدقتش نفسي.. حسّيت بسعادة محستش بيها قبل كدة.. أول ما شفت الكتاب حسّيت إني شفت بنتي اللي لسة مولودة أه والله نفس الإحساس ونفس الفرحة أول ما لمستة حسّيت باني لمست بنتي.. استنيت اليوم ودوشتة يخلصوا وعملت كوباية قهوة ودخلت قريت الكتاب وبجد الحمدلله كنت ومازلت في أقصي درجات سعادتي" واستكملت بسمة موضحة طموحها في مستقبلها مع كتابها فقالت "نفسي الكتاب يعجب كل الناس.. نفسي كلامة يوصل لأبعد بعد.. نفسي كتاب "عطية وموسوليني" يبقي قوة لكل ضعيف وفرحة لكل زعلان" بسمة السباعي كاتبة صاعدة تخرجت من كلية الفنون الجميلة ، من مواليد 1987 حققت شهرة واسعة بمجموعة مقالات ساخرة في جريدة الوطن تتناول فيها مفارقات كوميدية في حياة الأزوج والزوجات، من أشهر ما كتبت " عزيزتي المطلقة إنتي زي الفل". وفي رسالة ل"بسمة" قالت: "لكل زوج وزوجة اقرأوا "عطية وموسوليني" اللي ممكن تكون قصة حياتك مع جوزك أو مراتك وغير السيئ اللي فيها، بدلوا كل الحزن اللي فيها إلى فرح، و غيري عطية في الواقع لو معجبتكيش، غير موسوليني لو معجبكش". الذبول والصمت تدور أحداث الكتاب في إطار كوميدي ساخر، يتحدث عن الزوجة بعد أن تتحول لشخص شرس عصبي وكئيب، بعد إصابتها بالذبول، وأصبحت الأعمال المنزلية هي اهتماماتها الوحيدة، وأن تلحق بزوجها قبل النزول من المنزل لتسليمه "كيس الزبالة" لإلقائه بسلة المهملات. تقول بسمة السباعي: الزوجة قبل الزواج شخص وبعده شخص آخر، من السهل اكتشاف الأزواج في أي مكان عام، مع الصمت الشديد وغياب الابتسامة عن الوجوه، وكل منهما يحدق بهاتفه المحمول، لا يقتربان من بعضهم البعض إلا لحظة التقاط "السيلفي" لزوم مواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي المزيف، مع هاش تاج "#مع_جوزي_حبيبي". وتفسر السباعي لامبالاة الرجال بالمرأة بعد الزواج، بأن الزوج الشرقي ضمن وجود المرأة في بيته، فلم يعد هناك داعِ إلى الكلمات الجميلة والإطراء ولا حتى للدردشة، والمرأة العربية بطبيعتها لا تميل لطلب الطلاق بسبب الإهمال وتخاف من لقب "مطلقة" وهذا الأمر يعرفه الزوج جيداً، لذلك لا يبالي بالألم النفسي الذي تعيش فيه الزوجة بسبب أنها باتت كقطعة أثاث داخل المنزل . بطلة القصة زوجة عادية، في بداية الزوج وبعد انقضاء أيام العسل تنتظر الابتسامة أو الكلمة الحلوة أو الاهتمام من زوجها "موسوليني" لكنها لا تجد ما توقعته مع الوقت ومرور الأيام، لذلك تحولت تدريجياً إلى "عطية" تلك المرأة المشاغبة المتصيدة للأخطاء بسبب إهمال زوجها، فأحبت النكد، وبدأت ملامح الشخصية "النكدية" تبدو عليها بشكلها غير المنمق وشعرها المنكوش. وعلقت الكاتبة على تحول بطلة الكتاب إلى "عطية" قائلة: "المرأة بطبيعتها ليست "نكدية" كما يتهمها الرجال، المرأة حساسة، ولكن الإحباط يجعلها كذلك كرد فعل لا إرادي، لكن الرجولة الحقيقية والسعادة تظهر في طريقة ابتسامة الزوجة لزوجها". وفي النهاية تؤكد بسمة السباعي أن الزواج الناجح يحتاج جهد من الطرفين مع بعض "تكبير الدماغ" ولا نتوقف أمام كل صغيرة وكبيرة، والتقارب في كل شيء ليس مقياساً للنجاح، لكن لا داعي لمحاسبة الأخر طلباً للتغيير، ولكن التعايش بسلام هو المطلوب بدون التركيز مع أخطاء الطرف الآخر. يذكر أنه خلال أيام قليلة أصبح الكتاب ضمن الأكثر مبيعاً في المكتبات.