لا يعني الصيام العبوس في وجه الآخرين ومقابلتهم بجفاء، فالبسمة صدقة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم «تبسمك في وجه أخيك صدقة». فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من أضحك الناس وأطيبهم نفسا، وروي عنه أنه لم يكن يحدث حديثا إلا تبسم، فالجميع اليوم في حاجة إلى مثل هذه البسمة لتهون عليهم ما يعانون من مصاعب الحياة. الدكتور حمدي زقزوق وزير الأوقاف الأسبق يقول في كتابه الإنسان والقيم في التصور الإسلامي، إن الله خلق البشر للتعارف والتفاهم فيما بينهم، وهذا لا يمكن أن يحدث دون استعداد الطرفين، مضيقا "قسمات الوجه تعبر عن مدى استعداد أي فرد لتقبل الآخر أو رفضه والبشاشة والابتسامة التي ترتسم على الوجه شأنها أن تفتح الباب لهذا التعارف أما التجهم والعبوس شأنه أن يغلق باب التعارف والتجاوب مع الآخرين. وتابع أن النبي حثنا على الابتسام والبشاشة في وجوه الآخرين لما في ذلك من بالغ الأثر في نفوسهم فقال (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق) أي بوجه بشوش، . وأوضح «أن البشاشة في وجوه الآخرين تعني الانفتاح عليهم واحترام أدميتهم فضلا عن أن صاحبها له أجره على ذلك عند الله». وأكد أنه خلال حياتنا اليومية عندما نبدأ يومنا ونجد البشاشة والبشر على الوجوه فيكون لذلك مردودًا إيجابيًا على أعمالنا ليجعلنا نقبل على العمل بهمة ونشاط، على عكس العبوس وتصنع الجدية التي قد يفعلها البعض من قبيل تقوى الله والوقار لكن هذا يسيء إلى الآخرين ويتسبب في نفور الناس ويعكر صفوهم. وأشار إلى أن عدوى العبوس هذه قد تنتقل للآخرين فيتعاملون بهذه السلبية التي تقطع أوصال العلاقات وتؤثر سلبا على المجتمع، وقال "لم يعرف عن النبي أنه كان عابسا بل على العكس فالأحاديث التي يرويها أصحابه عنه تؤكد أنه كان يمازحهم وكان لا يواجه أحدا في وجهه بشيء يكرهه". واستشهد بما روي أنس بن مالك أنه خدم فيه وجس النبي عشر سنين فما عبس النبي في وجهه أبدا،مختتما قوله أن الإسلام يكره العبوس والتجهم وتصنع الجدية فالحياة مهما امتلأت بالصعوبات والمشقات، فإن الأمل والابتسام يساعدا على تجاوز العقبات والصعاب وإيجاد الحلول.