سورة الإسراء مكية بالاتفاق، نزلت في السنة الحادية عشرة من البعثة المحمدية، قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بسنة وشهرين. وسميت سورة (الإسراء)؛ نظراً لما ذُكر في فاتحتها.. محور السورة: استشعار قيمة القرآن كيف يكون هذا هو هدف السورة؟ وما علاقة ذلك بالإسراء؟ إن سورة الإسراء هي أكثر سورة ذكر فيها القرآن والكتاب، وفي ذلك دلالة على استشعار قيمة القرآن. وحادثة الإسراء هي الحادثة الممثلة لانتقال الكتاب إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وكأنها تقول لنا: أنتم يا أمة محمد مسؤولون عن هذا الكتاب، عن القرآن. فاستشعروا قيمته، وإياكم أن تفرطوا فيه كما فعلت الأمم السابقة فيستبدلكم الله كما استبدلهم. أبرز الفوائد المستخلصة من السورة: {إنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} ؛ فمن أحسن بالإيمان والطاعة فقد أحسن إلى نفسه ونفعها، ومن أساء إليها بالكفر والمعاصي فإنما أضر بها وأساء عليها؛ فالله وحدَه الغني - جل شأنه - لا ينفعه إيمان مؤمن ولا يضره كفر كافر. {إنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} وهي قاعدة مطلقة؛ إذ إن هداية القرآن شاملة لأقوَم الطرق، وأوضح السبل، وأعدل الأحكام، وأنصع العقائد، وأحسن التعامل، وأجلِّ الأخلاق؛ فمن اعتصم به كان أكمل الناس شأناً وأهداهم سبيلاً وأقومهم طريقة . {وَكَانَ الإنسَانُ عَجُولاً} . {وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} . {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إلاَّ قَلِيلاً} ، وقد ورد قوله - تعالى -: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لا تَعْلَمُونَ} في ثنايا عدد من سور القرآن الكريم؛ وهو ما يدل على جهل البشرية الخلقي. {وَكَانَ الإنسَانُ قَتُورًا} . من الآيات الكونية في السورة: يقول الله - تعالى -: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَا الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} ، من الأسرار التي تتراءى للمؤمن من خلال حادثتَي الإسراء والمعراج: الدفع إلى فتح القلوب المغلقَة والعقول المتحجرة لاستيعاب قدرة الله - تعالى - وخلقه للسموات والأرض وما فيهما من نُظُم ونواميس، فيستيقن قدرة الله - تعالى - ويعلم أنه هو الخالق لذلك كله المتصرف فيه بما شاء؛ فقد قدَّر حادثتي الإسراء والمعراج لتكونا بما تضمنتاه خرقاً لقانون الزمن ومألوف السرعة. يقول - جلت عظمته -: {وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً} . يقول - جل وعلا -: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإن مِّن شَيْءٍ إلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} ، تبيِّن هذه الآية أن لكل شيء حياةً خاصةً لا يعلمها إلا المبدع الخالق - سبحانه - فكل المخلوقات تسبِّح الله - تعالى - وتمجِّده وتؤلِّهه وتشهد له بالوحدانية ولو كانت مخلوقات جامدة. الخريطة الذهنية الخريطة الذهنية هي وسيلة تعبيرية ورسم توضحي لأفكار عامة، تعتمد على الذاكرة البصرية ويمكن استخدمها لتلخيص موضوعات سور القرآن الكريم وأجزائه. وهناك فوائد كثيرة للخرائط الذهنية في فهم وحفظ سور القرآن الكريم، أبرزها تقسيم الصور وفقاً لموضوعاتها حسب الخريطة، ثم حفظ كل موضوع على حدة، فيكون الحفظ سهلاً سريعاً واستيعاب المضمون كذلك، وهو الأهم. الخريطة الذهنية لموضوعات سورة الإسراء المراجع : مجلة البيان موقع إسلام ويب موقع الكلم الطيب الخرائط الذهنية لصفية عبد الرحمن السحيباني