خرج المئات من المحتجين من أنصار حركة النهضة الإسلامية مساء الجمعة وسط العاصمة التونسية للتنديد بالهجوم الإرهابي الذي استهدف نزل بمدينة سوسة السياحية وأوقع 39 قتيلا أغلبهم من السياح بحسب آخر حصيلة. وتقاطر المحتجون على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة رافعين شعارات منددة بالإرهاب من بينها "الإرهاب ضد الاسلام" و"الإرهاب ضد تونس"، و"يا إرهابي يا جبان شعب تونس لا يهان". وكان حزب حركة النهضة الشريك في الائتلاف الحاكم والكتلة الثانية في البرلمان دعا في بيان له إلى "الخروج في مسيرات غضب وتعبير عن التضامن والوحدة الوطنية في مواجهة جرائم الإرهاب المقيت". وفتح عنصر ارهابي تونسي يدعى سيف الدين الرزقي، من مدينة قعفور وهو طالب بمدينة القيروان، النار على عدد من السياح على الشاطئ قبالة نزل "امبريال" بمنتجع القنطاوي بسوسة قبل أن يلقى حتفه في تبال لإطلاق نار مع وحدات أمنية. وسقط في الهجوم 39 قتيلا يجري تحديد هوياتهم إلى جانب 39 جريحا من بينهم جنسيات بريطانية وألمانية وبلجيكية وروسية وأوكرانية بحسب آخر حصيلة نشرتها وزارة الصحة. وأوضحت الوزارة أن عددا من المصابين يخضعون لعمليات جراحية والبقية تحت المراقبة الطبية. وتعد حصيلة القتلى الأرفع في تاريخ العمليات الارهابية بتونس ويتوقع أن يكون للهجوم تداعيات كارثية على القطاع السياحي الذي يعمل به 400 ألف عامل بحسب ما صرحت به وزيرة السياحة سلمى اللومي. وقال الحزب إن استهداف القتلة للسياحة فيه استهداف للتونسيين ومحاولة لضرب اقتصاد البلاد واستقرارها. وتشكل مكافحة الإرهاب أكبر تحدي للديمقراطية الناشئة التي تواجه اضطرابات اجتماعية وصعوبات اقتصادية بعد فترة انتقالية استمرت أربع سنوات. وقال عبد الحميد الجلاصي نائب رئيس حركة النهضة الاسلامية وسط التجمع "أذرع تونس مفتوحة لكل ضيوف تونس. نريد أن نقول للإرهابيين لن تمروا وللشعب التونسي إن المعارك الكبيرة تقتضي التكاتف". ودعت النهضة إلى صياغة استراتيجية وطنية لمواجهة شاملة للإرهاب عبر مؤتمر وطني في أقرب الآجال. وعلى مدار السنوات القليلة الماضية تلقت تونس أسوء الهجمات الارهابية خلال شهر رمضان بالذات. وفي تموز/يوليو من العام الماضي سقط 15 جنديا في هجوم مباغت شنه مسلحون بجبل الشعانبي بقذائف "آر بي جي" وأسلحة الكلاشينكوف وقبلها بعام وفي نفس الشهر قتل تسعة جنود وذبح عدد منهم في كمين نصبه مسلحون في الشعانبي.