أعلن ريك جاي كوك وزير الصحة بدولة جنوب السودان اليوم الثلاثاء أن تفشي مرض الكوليرا أدى إلى وفاة 19 شخصا في جوبا، عاصمة جنوب السودان الذي تمزقه الحرب. وقال الوزير إنه تم تسجيل أكثر من 150 حالة أخرى من الإصابة بالكوليرا. بينما قال مدير إدارة الطب الوقائي جون رومونو إنه يبدو أن انتشار المرض بدأ في مخيمات النازحين التي تشرف عليها الأممالمتحدة، وتأوي المخيمات في جوبا نحو 40 ألف شخص. وأوضح ميروني أبراهام وهو طبيب يعالج الحالات المشتبه فيها في أحد المخيمات أن هذا المرض الذي ينتقل بشكل سريع بالعدوى ويسبب الإسهال والجفاف، ينتشر عن طريق ملامسة الأطعمة أو المياه الملوثة داخل المخيمات المكدسة بالنازحين. ويعتمد سكان جوبا الذين يبلغ عددهم 370 ألف نسمة إلى حد كبير على المياه غير النقية التي يتناولونها من نهر النيل. وقال أبراهام إن الأممالمتحدة تتخذ إجراءات وقائية مثل زيادة التدابير الصحية وعزل الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا وتنظيم حملة للتطعيم، بينما تعهد الوزير كوك، بتفعيل رد فعل واسع النطاق، يشمل إقامة مراكز للعلاج وتدشين حملات إعلامية. وكانت الكوليرا قد تسببت في وفاة 167 شخصا العام الماضي في جنوب السودان وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، وأفادت تقارير في فبراير الماضي عن حدوث ثلاث وفيات في ولاية شرق الاستوائية. وتأوي مخيمات النازحين بجنوب السودان أكثر من 130 ألف لاجئ هربوا إليها أثناء القتال الذي دار خلال 18 شهرا بين القوات الموالية للرئيس سيلفا كير ونائبه السابق ريك مشار، حيث تحول الصراع على السلطة بينهما إلى صراع دموي في ديسمبر عام .2013 وقتل عشرات الآلاف في هذا القتال، بينما هرب نحو مليوني شخص إلى مخيمات الأممالمتحدة أو إلى البرية أو إلى الدول المجاورة. وتقول الأممالمتحدة إن حوالي 6ر4 مليون شخص من جنوب السودان يتعرضون لخطر المجاعة، غير أن منظمات المساعدات تشكو من حدوث عراقيل من جانب السلطات أو المتمردين مما يمنعها غالبا من مساعدة المحتاجين. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوياريتش في نيويورك مساء أمس إن المتمردين رفضوا إعطاء إذن للطائرات التابعة للأمم المتحدة للهبوط في بلدة ناصر الشمالية لمدة ستة أيام. وأضاف دوياريتش " إن كمية الإمدادات اللازمة لأطقم العاملين بمهمة الأممالمتحدة الموجودين في قاعدة بلدة ناصر بلغت مستويات متدنية حرجة نتيجة عدم القدرة على تشغيل رحلات جوية إلى هذه البلدة ".