نجحت الأممالمتحدة في إحضار الأطراف اليمنية المتصارعة الى جنيف ب" شق الأنفس "، قبل ساعات من المفاوضات التي ستنطلق اليوم الاثنين، وسط انخفاضٍ ملحوظٍ في آمال الشارع اليمني المعلقة على المؤتمر بشكل كبير، خوفا من فشله بسبب الإرهاصات التي سبقت انعقاده . ونقلت طائرة أممية ، مساء أمس الأحد، وفد ممثلي القوى السياسية اليمنية بما فيهم الحوثيين من العاصمة صنعاء باتجاه جنيف، فيما كان وفد الحكومة الشرعية القادم من الرياض قد سبقهم بيوم. وتسبب الحوثيون في تأخير موعد المؤتمر ليوم واحد من 14 الى 15 يونيو/حزيران، حيث اشترطوا " توضيحا رسميا " من المبعوث الأممي الى اليمن " اسماعيل ولد الشيخ "، حول المكونات السياسية التي يفترض ان تحضر جنيف، في إشارة الى عدم رضاهم عن الوفد الممثل للحكومة . وطالب الحوثيون أن يكون التمثيل في جنيف للقوى السياسية الفاعلة على الأرض، وليس لأشخاص، وهو ما رضخ له المبعوث الأممي الذي أصدر بلاغا صحفيا قال فيه إن جنيف سيكون لممثلي الأحزاب السياسية فقط ، واستثنى منه ممثلي الرئيس الشرعي "عبدربه منصور هادي"، قبل أن يعود ويصدر بيانا ثانيا يقول فيه إن الجميع سيشاركون في المفاوضات . . وعلى الرغم من سفر جميع الأطراف المتصارعة بما فيهم الحوثيين وحلفاءهم من حزب الرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، إلا أن مراقبين يقولون إن ما جرى من تحضيرات لجنيف تبرهن على أن سيفشل سريعا . وقال مصدر سياسي يمني، إن المبعوث الأممي إلى اليمن، عقد ليل أمس الأحد في جنيف، لقاء مطولا مع وفد الحكومة الشرعية، سلط خلاله على ماهية تقسيم المتحاورين، حيث تطالب الحكومة بحوار بين طرفين ( سلطة وانقلابيين) ، ويطالب الحوثيون بحوارٍ بين أحزاب فقط . وأضاف المصدر الذي فضل عدم الإفصاح عن اسمه ، لوكالة الأناضول ، أن اللقاء الذي استمر حوالي الساعة ، خرج إلى اتفاق على حوار من طرفين ( الحكومة الشرعية وحلفاءها يمثلها 7 أشخاص و3 مستشارون ) ، و( الحوثيون وحلفاءهم 7 أشخاص و 3 مستشارون ). وتألف وفد الحوثيين الذي غادر صنعاء من أكثر من 13شخصية، حيث يتكون وفد حزب "صالح" بمفرده من ستة أشخاص، وهو ما قد يرفضه الوفد الحوثي حال وصوله إلى جنيف. ويتخوف مراقبون من الآلية التي أدارت بها الأممالمتحدة طاولة التحضيرات لجنيف، فإضافة إلى تخليها عن قرارات مجلس الأمن المطالبة بانسحاب الحوثيين من المدن، بدعوتها ل" حوار دون شروط مسبقة "، ظهر المبعوث الأممي وكأنه يريد أن يكون مع الطرف المسيطر على الأرض داخليا ، وهم تحالف ( الحوثي - صالح ) . وقال مسؤول حكومي للأناضول " الوفد الحكومي متمسك بالحوار على أساس طرفين فقط ، هناك طرف انقلب على السلطة وهناك سلطة يجب أن يتحاوروا " ، مضيفا" الحوثيون قد يتعنتوا كما فعلوا في مطار صنعاء ورفضوا الذهاب للطائرة التي عادت مرتين لنقلهم، مؤشرات النجاح طفيفة ، لكننا نأمل من رعاة العملية السياسية في اليمن أن ينجحوا في لم شمل الطرفين، البلد بحاجة الى انفراجة سريعة ". وفي السابق ، كان الحوثيون يطالبون بحوار من حيث توقف (عند استقالة الرئيس هادي ) عندما كان يرعاه المبعوث الأممي السابق "جمال بن عمر"، وتشكيل مجلس رئاسي يدير البلاد، قبل الذهاب لانتخابات رئاسية . ويقول الحوثيون إن الرئيس "هادي لم يعد شرعيا بعد تقديم استقالته آواخر يناير الماضي"، لكن الرئيس الذي نجح في الإفلات من إقامة جبرية متوجهاً الى عدن، تراجع عن استقالة قال إنها كانت تحت تهديد السلاح، و وصف الحوثيين ب"الانقلابيين". وسيكون انسحاب الحوثيين من المدن التي احتلوها وإعادة أسلحة الدولة، والدستور الجديد للبلاد وشكل الدولة القادمة وتحديد موعد انتخابات رئاسية وبرلمانية، أبرز الملفات الشائكة التي سيتم طرحها في مشاورات جنيف. ويرى مراقبون أن الحل في اليمن لم يعد يمنيا، وخصوصا بعد دخول أطراف إقليمية في حلبة الصراع ، حيث تقف إيران خلف الحوثيين، فيما تقف السعودية التي قادت تحالف عشري للدفاع عن شرعية الرئيس هادي، في الصف الآخر المعادي لإيران. وكان المتحدث باسم مكتب الأممالمتحدة في جنيف "أحمد فوزي"، أعلن الجمعة المنصرم، أن وفدا الرياض (الممثل للدولة اليمنية)، وصنعاء (الممثل للحوثيين)، وممثلو الدول الداعمة للمشاورات (المكونة من 18 عضوًا، ستشارك على مستوى السفراء)، سيشاركون في مشاورات جنيف، الرامية لإيجاد حلّ للأزمة اليمنية المزمع انطلاقها غدا الإثنين في جنيف. وتتكون مجموعة الدول الداعمة للمشاورات في اليمن من الجهات والدول الداعمة لحل الأزمة اليمنية، ممثلةً في تركيا، والولايات المتحدةالأمريكية، والصين، وفرنسا، وروسيا، وبريطانيا، والبحرين، والمملكة العربية السعودية، وألمانيا، واليابان، وهولندا، ومصر، والكويت، وعمان، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، ومجلس التعاون الخليجي، والاتحاد الأوروبي.