قال الروائى الكويتى سعود السنعوسى أنه عندما يكتب نصا فهو لا يكتبه للمتعة، بل يريد أن يوصل من خلاله رسالة ، مشيرا ان الرواية تمثل صرخة تحذير للمجتمع لتفادي ما قد تؤدي إليه شواهد الفرقة والتمييز، و التى ظهرت بوضوح فى جملته الافتتاحية " احذروا الفئران .. الفئران قادمة" جاء ذلك خلال أمسية المكتب الثقافي المصري بالكويت لمناقشة رواية "فئران أمي حصة"، للكاتب الكويتي سعود السنعوسي ، ضمن أنشطة ديوان القراءة، بحضور الدكتور نبيل بهجت الملحق الثقافي المصري ، والسفير المصري لدى الكويت عبدالكريم سليمان، و ناقشها الروائى المصرى إبراهيم فرغلى . و عن استخدام السنعوسي للهجة المحلية الكويتية في الكثير من أجزاء العمل، أكد أن النص يفرض لغته، وأنه رغم ذلك قدم تفسيرا في السرد لما يتصور انه قد يبدو غريبا للقارئ العربي مثل "قاري"، و"آجار"، وعدد من الأمثلة الشعبية المعروفة في التراث الكويتي. أما بشأن الهجوم الذي تعرضت له الرواية من بعض النقاد، قال السنعوسى إنه لا يهتم إلا بالنقد الذي يتناول النص نفسه ، لا بالنقاد الذين يقدمون نقدهم على النوايا ، وأكد أنه لا يهتم ببعض النقد الذي يبدو كأنه قراءة لعمل آخر! والناقد الذى يقول إن الكاتب عليه أن يفعل كذا، فالأجدر به أن يكتب هو الرواية التي يريدها. من جانبه قدم الروائي المصري إبراهيم فرغلي ورقة نقدية عن رواية "فئران أمي حصة"، مشيرا انه نص مركب يمتد بين ، الكويت فى مطلع الثمانينات و ما تعرضت له من غزو ، و الزمن الحالى ، ورؤية متخيلة لمستقبل قريب هو عام 2020 . و يروى السنعوسى فى وقائع اليوم الواحد في كويت 2020، عن أهوالا وأحداث عنف بالغة أطرافها معسكران يتجلى لنا أنهما طائفتا السنة والشيعة "المتطرفين" الذين أغرقوا البلد في ما يبدو حربا أهلية. كما اشار أن الراوي المتمثل فى "الطفل كتكوت" يعد معادلا لصوت الهوية الكويتية الوطنية ، و "أمي حصة" هي نفسها رمز للهوية ومعادل جوهر تراث الكويت ووعيها الثقافي، وذاكرة تاريخ المجتمع ، و ما الفئران فهي ترمز إلى فكرة الطاعون أو الوباء الذي يمكن أن تتسبب في نقله إلى مجتمع تمثله بيضات مكسورة لا تجد من يحميها بعد أن فقدت راعيها و التى تمثل " الذاكرة والتراث ومشاعر الوطنية والمعرفة " ، لتقدم " فئران أمى حصة " أزمة الهوية الكويتية ، و نقد ذاتى للمجتمع الذى يعانى من الفرقة و التمييز .