قال أحمد شهاب، رئيس اتحاد آثار مصر لحماية الأثر والبشر، أن قصر إسماعيل باشا المفتش، الآن يعانى من التصدعات والشروخ، رغم ما أنفق عليه من ملايين الجنيهات لشركات المقاولات، إلا أن حالته وصلت إلى الخطر الذى يهدده بالسقوط. وأوضح أحمد شهاب خلال البيان الصادر عن الاتحاد، أن القصر أصبح مهدداً بالسقوط فى ظل صمت غير مبرر من قيادات وزارة الآثار وقطاع المشروعات، وتساءل: أين ذهبت الأموال التى أنفقت على ترميم هذا القصر، وإلى متى سيظل الصمت إلى أن نقف على أنقاضه مبررين ما حدث؟. كما حمّل البيان وزارة الآثار وقطاع المشروعات مسئولية سلامة هذا القصر، وطالب بسرعة التدخل لإنقاذه حيث بات يمثل خطورة على الأثر نفسه وعلى العاملين المقيمين فيه. وعلى صعيد متصل، أرسلت إدارة مشروعات جنوب وزارة الآثار مذكرة لمطالبة الوزارة بإخلاء قصر إسماعيل باشا المفتش، وأشارت الإدارة أن هذه المذكرة ليست الأولى حيث تم المخاطبات مرارا وتكراراً بأن الحالة الإنشائية لمنطقة المعامل أسفل مبنى قطاع المشروعات خطيرة وتزداد سوء، حيث مازالت تتساقطت أجزاء كبيرة من طبقة البياض بحوائط الدور الأرضى. وأكدت المذكرة أن الحوائط الموجودة بالدور الأرضى بالقصر تخللت مكوناتها وحدث بها تفكك وأصبحت ضعيفة جداً ولا تتحمل أى أحمال عليها فقد فقدت السلامة الإنشائية. وطالبت المذكرة بسرعة استكمال الإخلاء الفورى للعاملين بكافة الأدوار وكذا الأماكن المتضررة، وفصل الكهرباء عن مبنى قطاع المشروعات الأكثر تضرراً بمعرفة إدارة الكهرباء، وكذا قطع المياه عن المبنى والتنبية على إدارة القطاع بغلق مبنى المشروعات حفاظا على أرواح العاملين. وكان مرمم أثري قد كشف ل"محيط" في شهر مارس من العام الماضي، أن القصر على وشك الانهيار، حيث طالب المرمم الأثري محمد الصادق بإخلاء مبنى قصر إسماعيل باشا المفتش في ميدان لاظوغلي من الموظفين، حيث يستخدم كمقر للعمل الحكومي، حفاظاً على سلامة العاملين فيه، نظراً لزيادة الشروخ والتصدعات بالمبنى. وأكد أنه رغم أن تكلفة مشروع ترميم قصر إسماعيل باشا المفتش بميدان لاظوغلى كما يقول، 200 مليون تقريبا، لكن الأمطار حتمكنت من النفاذ عبر شروخ الأسقف فى عديد من الغرف وتسربت حتى تشبعت أغلب العناصر الخشبية والحوائط بالمياه وطالت عديد من الأجهزة الكهربائية، الوضع بالفعل مع تكرار الأمطار الأيام القادمه ينذر بحدوث كارثة بالقصر. وأكد المرمم ل"محيط" أنه في ظل الحالة المتردية التي يعاني منها القصر، والتى تظهر بشكل يومى بمعدلات ملحوظة أصبح الإخلاء واجباً. وقال أن جميع الغرف والمكاتب التى تعرضت لهذه المخاطر تقدم القائمين فيها بعشرات المخاطبات لرؤسائهم للتحذير وتوقع حدوث كل ذلك فى أى وقت ولكن لا حياة لمن تنادى. ويعقب الصادق قائلاً: هل يصح درء الخطورة في مشروع قصر إسماعيل باشا المفتش بعد أن قارب على الانتهاء، وصُرف عليه أضعاف ما تم التعاقد عليه طبقاً للقانون؛ فأعمال درء الخطورة تتم للآثار التي لم يتم التدخل فيها من قبل، وقبل الترميم، وهل عمليات الترميم التي حدثت في القصر والتي ظهر بشكل واضح فشلها بعد سقوط الأمطار، واتضاح الشروخ بكثرة في المبنى والتي جعلت القصر معرضاً للانهيار تستحق أن يتم التغاضي عنها؟. يبدو أن الإهمال متعمد في قصر إسماعيل باشا المفتش، فمنذ عامين كشف تقرير صادر عن الإدارة العامة لمناطق آثار السيدة زينب والخليفة عن تهالك شبكة الصرف الصحي بقصر إسماعيل المفتش الأثري لأنها وحسب ما جاء في التقرير موجودة منذ تاريخ إنشاء القصر أو تاريخ قريب منه ومنفذة بطريقة بدائية بجانب أن التعديلات التي أجريت عليها في وقت تال قد أفسدت استخدامها. وتعرضت ماسورة المياه للكسر وحسب ما جاء في التقرير تتسرب منها المياه بغزارة ما أثر على جدران وحوائط القصر الأثري الذي قد يؤدي في النهاية إلى انهياره وضياع معالمه الأثرية، وأن تغيير الماسورة ليس كافيًا لإيقاف تدفق مياه الصرف الصحي وتسربها إلى أثاثات القصر الأثري.