أكد المهندس أحمد محمد مهينة مدير عام إدارة المتابعة الفنية بوزارة الكهرباء والطاقة حرص مصر على التواجد بفعالية في جميع المحافل الأفريقية والدولية الخاصة بتنمية الطاقة الكهرومائية ، وأن مصر حريصة أيضا على التواصل والتعاون مع الدول الافريقية في مجال انتاج الطاقة الكهرومائية. وأشار الى ان مصر قطعت شوطا طويلا في انتاج الطاقة عبر المياه منذ انشاء خزان أسوان.
وقال المهندس مهينة والذي يمثل مصر في ورشة عمل حول "استراتيجية التنمية لمشروعات الطاقة الكهرومائية الاقليمية" في إفريقيا والتي تنظمها مفوضية الاتحاد الأفريقي بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي وبدأت أمس بأديس أبابا وتستمر يومين، إن انتاج مصر المركب من هذه الطاقة الكهرومائية بلغ 2800 ميجاوات وهي تعتبر كبيرة مقارنة بمعظم الدول الافريقية وأن هناك تعاونا وثيقا مع دول حوض النيل في مجال توليد الطاقة الكهرومائية.
وأضاف في تصريحات له بأديس أبابا على هامش مشاركته في ورشة العمل التي كرست لاستعراض تقرير الجهات الاستشارية التي كلفها الاتحاد الأفريقي بوضع استراتيجية لتنمية مشروعات الطاقة الكهرومائية بإفريقيا وخاصة في منطقة سدود انجا، إن وزير الكهرباء حسن يونس يولي اهتماما كبيرا بأن يكون هناك ربط كهربائي بين مصر وبقية دول حوض النيل وهناك دراسات حاليا لاجراء ربط بين مصر والسودان ولاجراء ربط ثلاثي بين مصر والسودان واثيوبيا موضحا انه سيجري توليد طاقة كهرومائية تبلغ 3200 ميجاوات في اثيوبيا سيصل منها حوالي 2000 ميجاوات لمصر، وهذا سيؤثر في تصميم الربط بين الدول الثلاث ويمهد للربط مع دول حوض النيل في الجنوب.
وأضاف أن انتاج السد العالي من الكهرباء لا يتعدى 7 في المئة من اجمالي الطاقة المولدة في مصر لكن الطاقة الكهرومائية اقل تكلفة مقارنة بأي مصادر أخرى غير المياه حيث تتمثل التكلفة في انشاء المحطات وصيانتها فقط ولا تحتاج الى تكلفة كبيرة اخرى لانتاج الكهرباء على المدى البعيد ولذا تعد موفرة جدا لأنها لا تتطلب وقودا سواء غاز أو بترول للتشغيل.
وقال إن مصر انتهت في العام الماضي 2010 من تجديد جميع وحدات ومولدات السد العالي الإثنى عشر ، وهو ما يؤدي الى زيادة العمر الافتراضي لمولدات الكهرباء لمدة 40 عاما أخرى ، وأيضا زيادة قدرتها على توليد لكهرباء.
وأضاف أن هناك مشروعا يجري حاليا لتحديث أجهزة التحكم بوحدات السد. ونفى في الوقت نفسه صحة ما تردد عن أن المولدات الحالية تؤثر على جسم السد موضحا ان هذا الامر تم حسمه من جانب رئيس شركة المحطات الكهرومائية واكدته وزارة الكهرباء ووزارة الري نظرا لأن جسم السد يتبع وزارة الري ، بينما تتبع المولدات وزارة الكهرباء، وقال إن كل الفحوصات والدراسات أكدت أنه لاتأثير مطلقا لهذه المولدات على جسم السد.
وأشار إلى أن هناك دراسات أخرى في مصر لتوليد نحو 42 ميجاوات إضافية من محطة أسيوط المائية ، والتي تعد آخر المحطات الكبيرة لتوليد الطاقة الكهرومائية وسيكون هناك بعد ذلك القناطر الصغيرة ، وأن مصر استنفدت معظم مصادر الطاقة الكهرومائية الكبيرة في داخل مصر.
وأضاف أن هناك دراسات تجرى لمحاولة الاستفادة بأكبر قدر ممكن في توليد الطاقة من أقل ارتفاع لمنسوب المياه وان هذا يمكن ان يستغل في قناطر اسنا وقناطر أسيوط.
وأشار إلى أن مصر من اوائل الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا التي تستخدم مصادرالطاقة المتجددة ومنها طاقة الرياح التي وصل انتاج البلاد منها الى 550 ميجاوات وأن هناك حاليا مشروعات جاري تنفيذها ومشروعات أخرى جاري تدبير التمويل لها لتعزيز إنتاج طاقة الرياح.
وبالنسبة للطاقة الشمسية الحرارية في مصر، قال إنه تم تشغيل في يوليو الماضي محطة "الكريمات" الشمسية الحرارية بقدرة 140 ميجاوات والتي تتضمن مكونا شمسيا يبلغ 20 ميجاوات وهي رابع محطة من نوعها على مستوى العالم وأول محطة في الشرق الأوسط.
وقال إن هناك استراتيجية للطاقة المتجددة تم اعتمادها في مصر لإضافة 7200ميجاوات حتى عام 2020 من الطاقة المتجددة لتكون نسبة الطاقة المتجددة 20 في المائة من إجمالي الطاقة المولدة في مصر.
وقال ان مصر لديها ايضا خطة حتى عام 2027 مقسمة على مجموعة خطط خمسية لاضافة 55 الف ميجاوات من الكهرباء لتصل في عام 2027 الى 75ألف ميجاوات من اجمالي القدرات المركبة للطاقة المولدة في مصر.
وأضاف أن هناك حاليا ربطا كهربائيا بين مصر ودول المشرق العربي مثل سوريا والأردن ولبنان ، وهناك أيضا ربطا بين مصر وليبيا، وانه فور ان يتم الربط بين ليبيا وتونس سيحدث ربط بالتالي بين مصر وتونس والمغرب واسبانيا وقال ان ميزان التبادل الكهربائي بين مصر ودول الربط غالبا ما يكون لصالح مصر وهذا يعني ان مصر تصدر الطاقة اكثر مما تستوردها.
وأشار إلى أن قطاع الكهرباء في مصر من القطاعات القوية والجديرة ويحظى بثقة كبيرة لدى مؤسسات التمويل الدولية والافريقية موضحا انه لم يحدث انقطاع للكهرباء في ظل فترة الثورة في مصراو خلال الصيف الماضي.