قال الكاتب السياسي زهير قصيباتي، إن وزير الخارجية جون كيري تطوع لصب الزيت على نار القلق لدى دول مجلس التعاون، من مرحلة ما بعد الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 5+1، حتى قبل بدء القمة الأميركية - الخليجية في واشنطن وكامب ديفيد. وأضاف في مقاله المنشور اليوم على الموقع الالكتروني لجريدة الحياة، أن ما فعله كيري قبل ساعات من القمة الأميركية - الخليجية التي يُفترض أن تؤسس لمرحلة جديدة في النظام الإقليمي، هو أنه أعطى روسيا علناً صك شرعية لبيع إيران صواريخ متطورة من طراز «أس 300»، كانت واشنطن عارضته بشدة، لتأثيره في توازن القوى في المنطقة، وكذلك في فاعلية الترسانة الصاروخية لدى إسرائيل. وأشار إلى أنه فجأة، باتت هذه الصفقة متلائمة مع «القانون الدولي»، ولم يكشف الوزير بالطبع، هل هذا التحوُّل الأميركي جائزة «ترضية» لإيران ستندرج ضمناً في مفاعيل الاتفاق النووي المرتقب الشهر المقبل، أم ترضية لموسكو بعد يوم ماراثوني طويل لوزير الخارجية الأميركي بين موسكو وسوتشي. ونوه إلى أن هناك مشاريع تطبيع وتحالف بديهي أن يقلق الخليجيين بين «الشيطان الأكبر» و «القوة الأكبر»، بعدما باتت نار الحرائق العربية على عتبة منطقتهم، لافتا إلى أنه في كل حريق أصابع لطهران، يحرّكها قاسم سليماني، فتتضخّم أرقام القتلى العرب، من سورية إلى العراق واليمن. وتابع أن قادة الخليج بالتأكيد، يدركون أن تداعيات ما فعلته أمريكا منذ غزوها العراق، سهّلت لطهران اختراق دول أخرى عربية، لكنه الاختراق الذي لا تجدي معه رسائل العتب، ولا التحذيرات الدبلوماسية، فيما تعد المواجهة المباشرة مع إيران مُكلفة جداً. وأكد أن نتائج الغزو والاختراقات، وتمادي حلفاء طهران في المنطقة العربية، أسقطت صيغة التعهُّدات والوعود الأميركية بضمان أمن الخليج، إلا إن كانت تعني فقط ضمان الملاحة البحرية في المنطقة. ولم يكن مطلوباً بالتأكيد من واشنطن أن تُرسل قوات لإنزالها على الشواطئ الإيرانية، لكي ترتدع طهران عن «القصف» اليومي بالتهديدات والتلميحات والتحريض على حكومات خليجية. وتساءل في مقاله هل لدى البيت الأبيض منظومة لمعاودة ترتيب الأولويات، أم أن مكافحة الإرهاب تُغني عن مكافحة ترويع دول ومجتمعات باسم شراكة على الطريقة الحوثية؟، لافتا إلى أن واشنطن حدّدت مسبقاً قبل قمة كامب ديفيد، هدفاً هو «ترتيبات دفاعية أكثر وضوحاً» بين دول الخليج وأميركا والحلف الأطلسي، من أجل مكافحة الإرهاب. وقال إذا كان مبكراً استنتاج رغبة أميركية في إشراك هذا الحلف في ضمان أمن الخليج، أو في الصيغة الجديدة لضمانه، فالوزير كيري نفسه ربط بين تلك الترتيبات وتسهيلها مكافحة «بعض النشاطات في المنطقة التي تزعزع» دولها، متسائلا ألا تزعزعها إيران كما يفعل «داعش» و «القاعدة»؟ واختتم مقاله بأن الفارق أن طهران ستملك صواريخ «أس 300» المتطورة، ولديها «الحرس الثوري»، وقاسم سليماني، وستنهال عليها العروض الأميركية لتحديث طيرانها الحربي، بعد صفقة «النووي».