القاسمي يحمل الدكتوراه الفخرية ال78 بعد سلسلة عطاء "أرابيا إنفورم" تنفرد بكشاف إعلامي عن حاكم الشارقة سلطان : قلت اتركوني أتطوع وأمسح أحذية جنود مصر القاسمي يتذكر معمل كلية الزراعة .. ويدعو لنهضة تعليمية نصار : "القاهرة" للعام الثامن بين أفضل جامعات العالم "من يزرع الأرض فهو الجدير بحصاد ثمارها" بهذه الكلمات ثمنت جامعة القاهرة اليوم الجهود الحثيثة لحاكم الشارقة ، الشيخ د. سلطان القاسمي، وهي تمنحه الدكتوراه الفخرية الثامنة والسبعين، مؤكدة أنه أحد حملة مشاعل النور ، والذي رسخ قيم التعايش والولاء لوطنه وأمته والإنسانية، بالأفعال لا الكلمات. ووسط حضور عربي رفيع يتقدمه د. نبيل العربي أمين الجامعة العربية ونخبة من الوزراء وكبار رجال الدولة والدبلوماسيين وشيوخ الأزهر والمثقفين وأساتذة جامعة القاهرة ، أهدى د. جابر نصار رئيس الجامعة ، د. سلطان القاسمي حاكم الشارقة، نموذج لقبة الجامعة ، كما سلمه د. خالد زكريا محافظ الجيزة، درع المحافظة. وتسلم القاسمي ثلاثة كتب تتحدث عن عطاءاته اللامحدودة لرعاية الثقافة والعلوم وتنشئة الشباب والنهوض بالأسر العربية، فكان بينها كتاب "أرابيا إنفورم" لصاحبها محمد عليوة، والذي يوثق كل ما ورد عن حاكم الشارقة بوسائل الإعلام حول العالم. وبكلمات من القلب عبر حاكم الشارقة عن اعتزازه مدى الحياة بتكريم مصر، وقال أن حبه لها هو حب الابن لأمه، فلا لوم فيه، وقد عشقها قبل أن يراها، وكانت تمثل ولازالت دورا قياديا للوطن العربي ، أما شقيقتها الإمارات فهي معها في تلاحم تام ، وليس مجرد مساعدة، حتى تخرج مصر للنور وتتبوأ المكانة التاريخية لها. وتذكر حاكم الشارقة جامعة القاهرة التي فيها "طبخة عجيبة" على حد وصفه تجد بها كل شيء، وتخرج "أبو العريف" بعد أربعة سنوات، أو هكذا كان الحال على أيامه. وهو حين يتذكر كلية الزراعة التي درس فيها بالخمسينات، يسرد بخفة ظله مواقف طريفة خلال الخمس سنوات التي أمضاها بمصر ، وقد كانت رغبته جارفة للالتحاق بهذه الكلية ، وكان أحد الأساتذة يتندر من عدم معرفته بالمواد في المعمل، كالماء الملكي، ولكن تلك الواقعة جعلته أكثر دأبا وحرصا على المعرفة، فكان يسهر بالمعمل حتى المساء ، فيرجوه العاملون أن يتركهم يغلقونه. كما تذكر مواقفه مع الأمن، حين ضُرب بسبب مروره بجوار مظاهرات كلية الهندسة، وكانت تلك الكلية "مصدر القلق" لجيرانها، يقولها ساخرا، ثم حين كان يهم بتصوير إحدى المنشآت فإذا به يلقى القبض عليه بتهمة تصوير أماكن عسكرية، والجاسوسية، بل واتهمه الشرطي الذي ألقى القبض عليه بأنه إسرائيلي! وحين شاهدوا جواز سفره بعد إلقاء القبض عليه وأحد رفاقه، أفرجوا عنه واعتذروا له. أما ما أبكى القاعة حقا، فكانت ذكرياته مع العدوان الثلاثي على مصر، كان لا يزال طالبا صغيرا، وحين علم بانقطاع إذاعة صوت العرب، ظن أن القاهرة قد ضربت، وهم بالخروج للمعسكرات الإنجليزية المجاورة له بمدينته الخليجية، ولم يُسمح له، وظل يرجوهم للالتحاق باحتياطي الجيش المصري قائلا : "أستطيع قيادة لوري" و"أستطيع مسح أحذية جنود مصر" . وأنشد قصيدة مؤثرة كتبها حينها امام نهر النيل، يناجيه بأن يرحل الظلم عن مصر والعدوان الحاقد، وما تلاه من نكسة 67، وحين تنحى جمال عبدالناصر وامتلأت شوارع مصر عن آخرها لتدعوه للبقاء، حتى ردت مصر كرامة العرب بحرب أكتوبر ونصرها المجيد. والتعليم ركن أساسي لأي نهضة كبرى، ومن هذا المنطلق دعا حاكم الشارقة لتضفير التعليم الفني والعالي، فليس من المعقول ألا يوجد رابط بين الفلاح والمهندس الزراعي ! كما دعا لإعادة صياغة العقل العلمي والتعليمي على أسس منهجية تجعل المراكز البحثية والتنموية ركيزة لإيجاد حلول لقضايانا المختلفة، وهو لا يعني التعليم الجامعي وحده، وإنما كافة المراحل بدء من المدرسة، على أن يحظى المعلمون أنفسهم بتدريب محترف يمكنهم من تنمية ملكات التفكير العلمي والنقدي عند الطلاب ، حتى تلحق أمتنا بركب التطور العالمي . وأشار القاسمي إلى أن النهضة لم تعد خيارا لمجتمعاتنا العربية، وخاصة أن ديننا الإسلامي يحثنا على طلب العلم والارتقاء بشتى مناحي المعرفة. مشاعل النور في كلمات موجزة، تحدث د. جابر نصار عن دور ومكانة جامعة القاهرة التي تشرف على مئويتها الثانية، والتي تقف باقتدار بين أفضل خمسمائة جامعة حول العالم للعام الثامن على التوالي، مشيرا لتميز كليات كالصيدلة والهندسة والحاسبات والعلوم والطب في برامج التصنيف العالمية للتعليم. وثمن نصار جهود آباء الجامعة والأجيال التي حملت مشاعل النور وبثته بأرجاء الوطن، وبينهم د. سلطان القاسمي الذي استحق الدكتوراه الفخرية تقديرا لجهوده بخدمة التراث الإنساني والتعايش والحوار . كما يعبر التكريم عن تقدير الجامعة لدوره برفعة العلم، و لإسهاماته كأحد أبنائها برقي الجامعة من استكمال انشاء المكتبة المركزية الجديدة بالجامعة، ومركز المعلومات ومبنى المعامل بكلية الزراعة، وترميم مبنى كلية الهندسة الذى تعرض للحرق خلال فض اعتصام النهضة. وقد عُرض فيلم ببداية حفل التكريم يتضمن نبذة عن أبرز الحاصلين على الدكتوراه الفخرية من الجامعة، ويأتي بينهم مؤسس الجامعة الأديب أحمد لطفي السيد، والأديب نجيب محفوظ وكذلك الدكتور محمد البرادعى، المناضل الإفريقى الكبير نيلسون منديلا، والرئيس عبد الله ضيوف، رئيس جمهورية السنغال الأسبق، الملك الحسن الثانى، ملك المغرب سابقا، والحبيب بورقيبه، رئيس جمهورية تونس سابقا، والدكتور زاكر حسين، نائب رئيس جمهورية الهند، والمارشال محمد أيوب خان، رئيس جمهورية باكستان الإسلامية، ومحمد ظاهر شاه، ملك أفغانستان سابقا، والملك محمد الخامس، ملك المغرب سابقا. وكانت جامعة القاهرة قد كرمت القاسمي عام 2008 فى احتفاليتها بالمئوية الأولى، وهو حاصل على العديد من الجوائز العالمية والأوسمة وتم إهداؤه الدكتوراه الفخرية من جامعات عديدة فى أوروبا، وأصدر مجموعة كبيرة من المؤلفات والأعمال الأدبية، ويشغل القاسمى منصب رئيس الجامعة الأمريكية بالشارقة والرئيس الفخرى للمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا.