يحلل صلاح سر الختم في كتابه "الينابيع السحرية ومسرات الخيال.. لمحات من روايات أمير تاج السر" الذي صدر الشهر الماضي عن دار الأمان بالرباط، الخطاب عند أمير تاج السر في رواياته وحواراته الشخصية وعلاقاته بالمكان شمالا وشرقا، وفق قراءة موسوعية لحياة الكاتب ورواياته، ويستلهم تاج السر التاريخ في روايات "مهر الصياح" و"توترات القبطي" وسيرة شخصية وسيرة مدن في روايات أخرى، والمتخيل التاريخي الذي يقرأ الواقع الماثل استشرافا للمستقبل حيث "يلجأ تاج السر في معالجته للرواية التاريخية بشكل خاص إلى إضافة كثير من المتخيل الروائي إلى الحدث أو الشخصية أو المكان التاريخي، وفي الغالب تشكل حقائق التاريخ وشخصياته وأمكنته جزءا ضئيلا من مجموع العمل يوازي الهيكل الخرصاني الضخم للبناية، وتشكل إضافات الروائي بقية البناء الذي يحيل الهيكل إلى بناية مكتملة الأركان". سر الختم ينزع في قراءاته إلى تحليل الخطاب عند أمير تاج السر في رواياته وحواراته الشخصية وعلاقاته بالمكان شمالا وشرقا، وفق قراءة موسوعية لحياة الكاتب ورواياته. ويقول صلاح سر الختم إن صورة "قارئة المصائر" المتكررة في روايات أمير تاج السر (مهر الصياح، وتوترات القبطي، والعطر الفرنسي) لها أصل في المناخ العائلي الذي ورد ذكره في "مرايا ساحلية"، وهي شخصية ميمونة التي "هي نفسها كانت تمتلك عقارا فاعلا لتهدئة البيت، فقد كانت رامية للودع الذي كان إحدى وسائل الترفيه المنزلية" كما ورد في "مرايا ساحلية". في رواية "توترات القبطي" حرص الكاتب حرصا ظاهرا على إبراز شخصية المتقي قائد الثورة كشخصية أسطورية، وعلى امتداد الرواية لم يبرز المتقي بشخصه في أي مشهد، بل ظل دوما صورة متخيلة في ذهن اتباعه، وقد رسم الراوي أسطورة قائد الثورة عمدا حتى يحقق للنص ثراءه وللمغزى ظلالا تشي به دون بوح ودون مصادرة لخيال القارئ.