أنهى المؤتمر الدولى السادس الموروثات القديمة بين الشفاهية والكتابية والتجسيد بدار ضيافة جامعة عين شمس أعماله مساء الخميس 2 أبريل، والذى نظمه مركز الدراسات البردية والنقوش بجامعة عين شمس برئاسة الدكتور محمد كشاف فى الفترة من 31 مارس إلى 2 أبريل تحت رعاية الدكتور حسين عيسى رئيس الجامعة. وشهد المؤتمر الإعلان عن اكتشافات أثرية جديدة معمارية ولقى أثرية ومخطوطات وبرديات تنشر لأول مرة ومنها بحث الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية وعنوانه " إقليم المنيا خلال القرن الأول – الثالث الهجرى ، السابع – التاسع الميلادى فى ضوء وثائق البردى العربى " وقد أشار للبرديات موضع الدراسة وأهميتها فى الكشف عن معلومات هامة عن قرى محافظة المنيا والمعاملات الاقتصادية بها فى القرن السابع إلى التاسع الميلادى، وطبيعة المعاملات التجارية بين المسيحيين والمسلمين مما يدل على التعايش والمحبة بين عنصرى الأمة وأهميتها فى الكشف عن المخطط العمرانى عن المدن والقرى من خلال برديات خاصة ببيع أراضى، وألقى الضوء على أهم آثار المنيا الإسلامية والمسيحية ومنها مسجد الحسن بن صالح وكنيسة العذراء بجبل الطور بطريق العائلة المقدسة. وبحث الدكتور ممدوح محمد صالح بوزارة الآثار الذى ألقى الضوء على نماذج فنية من الفنون القبطية بواحة الداخلة، شمل التحف الأثرية التى عثر عليها بالداخلة والكنائس التى شيدها المسيحيين الأوائل حين هروبهم من الاضطهاد الرومانى فى القرن الرابع الميلادى، وقد ازدهرت الفنون القبطية والصناعات بمنطقة الواحات الداخلة ومن هذه النماذج عملات برونزية وقطع فخار أعيد استخدامها بالكتابة عليها بالحبر الأسود باللغة القبطية أو اليونانية وهى التى تعرف بالأوستراكا. وأشارت دراسة الدكتور ضياء جاد الكريم زهران مدير عام البحوث والدراسات الأثرية بمكتب رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية إلى أهمية النقوش الكتابية التذكارية للزائرين بجامع سليمان باشا بقلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة. المخطوطات والحرف ألقت أبحاث المؤتمر الضوء على مخطوط ينشر لأول مرة نشره الدكتور عبد الرحيم خلف أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة حلوان وهو مخطوط بستان للشاعر سعدى الشيرازى بالخط الفارسى، ويوضح من خلاله جماليات التصميم الدقيق للمخطوطات الإسلامية وشرح لصور المخطوطات التى تكشف عن خلفيات معمارية بأسلوب المدرسة التيمورية فى التصوير الإسلامى، كما كشفت دراسة للباحثة شيماء عبد الله المعيدة بقسم الآثار الإسلامية بجامعة عين شمس، عن أهم الحرف والصناعات التى سجلت على شواهد القبور الإسلامية فى مصر فى القرن الثالث الهجرى التاسع الميلادى المحفوظة بمتحف الفن الإسلامى بالقاهرة. وكشف الأبحاث عن الألفاظ المصرية القديمة المعربة بأوراق البردى العربية بدار الكتب المصرية بدراسة الدكتورة سهى محمود أحمد بجامعة عين شمس، التى ألقت الضوء على مدى اهتمام الفنان المسلم بأدق التفاصيل حين رسمه للعمائر فى المخطوطات الإسلامية المصورة وقد تنوعت الكتابات التى نفذت على العمائر المصورة بالمخطوطات من حيث المضمون ما بين آيات قرآنية وأحاديث شريفة وأشعار وعبارات دعائية وأسماء بعض الخلفاء. كما كشفت دراسة للدكتورة جيهان رشدى بجامعة عين شمس عن لوحة أثرية بمخزن عرب حصن بالمطرية تنشر لأول مرة والتى تمثل نقوشها صيغة قرابين، كما كشفت الدكتورة نجلاء عزت بجامعة عين شمس عن طرز أختام البردى وانعكاساتها على النقود السكندرية فى ضوء نشر مجموعة من أختام البردى المحفوظة بالمتحف المصرى. المسرح شهد المؤتمر رؤى جديدة فى مجال الآثار والتاريخ والفنون والبرديات والمسرح، ومنها رؤية الباحث الدكتور تامر سعد محمود الباحث بمركز الدراسات البردية عن تغيير مفهوم السرد فى المسرح العربى ربما تثير الجدل وتحدث ثورة جديدة فى النقد المسرحى بالمسرح العربى تحت عنوان "قضية السرد بين المسرحية العربية والمسرح العربى"، طرح من خلالها قراءة جديدة للنقد المسرحى تتضمن التخلى عن الرؤية التقليدية بالبحث فى الموروث العربى القديم ومحاولة الربط بينه وبين قضايا المجتمع العربى المعاصرة أى الجمع بين الأصالة والمعاصرة لخدمة قضايا المجتمع العربى وعرض الباحث قضية السرد فى المسرحية العربية من منظور مغاير للدراسات السابقة التى كانت تنصب على الجانب النقدى فحسب وإنما التأصيل اللغوى لمفاهيم المسرح والمسرحية والسرد والتعرض للأصل التاريخى لظهور السرد بالمسرح عامة والمسرح العربى خاصة، ومحاولة الإشارة إلى أن فكرة السرد بدأت مع ظهور المسرح المصرى القديم والمسرح الإغريقى وتجسد ذلك فى أشكال عدة ومنها الجوقة والطقوس المستخدمة بمصر القديمة؛ ثم تسرب السرد إلى المسرح العربى القديم متأثراً بما يسمى بالجوقة عند الإغريق والأشكال المتباينة عند قدماء المصريين. وأن فكرة السرد كانت مقبولة فى العرض المسرحى قديماً وهى الفكرة التى انتقدها نقاد المسرح العربى حديثاً أى سرد الأحداث الدرامية على المسرح دون حركة من الممثل بعدها يتم تصوير الحدث بالحركة وذلك لأهمية السرد خصوصاً فى المسرحيات ذات الطابع الذهنى، وهذا يؤكد أصالة استخدام السرد فى المسرح العربى القديم وتحول فكرة السرد من نمط حكائى إلى نمط محاكاتى له توظيف فى المسرحية العربية. وطرح الباحث عدة تساؤلات لطرحها للنقد المسرحى هل السرد موظف فى المسرحية المكتوبة المقروءة فحسب أم فى المسرح الممثل من خلال تناول بعض النماذج التطبيقية لكتَّاب المسرحية العربية؟، وهل يمكن توظيف السرد فى المسرح الممثل كما كان فى العصور الأولى لظهور المسرح العربى وخاصة أنه كان متأثراً بفكرة الجوقة بالمسرح الإغريقى؟، أم أن هذا الأمر صار معقداً مع كثرة القضايا التى يتبناها المسرح العربى الحديث من سياسية واجتماعية وغيرها؟، وبناءً على اطروحات نقاد المسرح فى العالم العربى للإجابة على هذه التساؤلات يمكن الوصول لصيغة جديدة تحدث ثورة جديدة فى مفهوم المسرح العربى. وأوصى المؤتمر فى الجلسة الختامية بوضع أسس علمية عالمية لتنظيم المؤتمر بداية من العام القادم ومنها إرسال ملخصات الأبحاث قبل المؤتمر بفترة كافية، ولن يقبل بحث بدون ملخص ولا تدرج أى أبحاث بعد ذلك ويحظر إدراج أى بحث أثناء انعقاد المؤتمر حتى فى حالة اعتذار البعض. كما تضمنت التوصية تحديد كل باحث طريقة عرضه للبحث وأدوات العرض المطلوبة أثناء إرسال الملخص كما يجب إبلاغ كل باحث بميعاد إلقاء بحثه قبل انعقاد المؤتمر بشهر على الأقل وإبلاغه بوسائل العرض المتاحة وما هو مطلوب من الباحث، وكذلك تحديد هل البحث مرسل للنشر بالدورية العلمية أم مرسل للنشر والإلقاء وفى الحالة الأولى لن يسمح بإلقاء البحث بالمؤتمر والثانية لن ينشر البحث فى حالة الاعتذار عن إلقاؤه وكذلك تنظيم الجلسات العلمية بالمؤتمر مع مراعاة عدم تداخل التخصصات لتحقيق التفاعل العلمى بين الباحثين وتحديد ميعاد ثابت لانعقاد المؤتمر لا يتم تغييره لأى سبب، والتزام كل باحث بالوقت المحدد له وإيقاف العرض مباشرة فى حالة تجاوز الوقت وتخصيص ثلاثة أنواع من الشهادات شهادة مشاركة بالمؤتمر وقبول البحث للنشر وشهادة حضور للمؤتمر وشهادة مساهمة فى تنظيمه. كما عرض رئيس الجلسة الدكتور محمد كشاف على الباحثين اختيار موضوعات المؤتمر القادم وقد طرح الباحثون عدة عنواين منها؛ إدراك الذات والوعى القومى والتقنيات الحديثة فى عرض ونشر الحضارة الإنسانية والحضارات القديمة بين النقل والإبداع، والإنسان فى الحضارات القديمة والحضارات القديمة بين النصوص الأدبية والآثار، وستدرس العناوين المطروحة مع العنواين التى سيتم استقبالها عبر البريد الإلكترونى لاختيار الأفضل.