تنطلق قريبا الدورة 22 ل«مهرجان القاهرة الدولي لسينما وفنون الطفل " بعد غياب ثلاث سنوات، وتحديدا بين 20 و27 مارس الجاري، وتشهد تغيراً كبيراً على مستويات مختلفة في الفنون المقدمة إلى الأطفال أو التطور التكنولوجي الذي أضحى سمة العصر. للمرة الأولى يخاطب المهرجان الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يشاركون في عروض حفل الافتتاح وفي عدد من الفعاليات، وهي خطوة غير مسبوقة في عمر المهرجان. تقول سهير عبدالقادر، الأمينة العامة للمهرجان، إن الحدث الأعظم والأهم هو التوجه إلى جموع الأطفال المهمشين من أبناء الصعيد وسيناء في مصر الذين يتجاهلهم الإعلام دائماً، علماً أنهم جزء لا يتجزأ من تكوين الهوية المصرية، ويشارك هؤلاء أيضاً في فعاليات المهرجان بملابسهم المتعارف عليها في بيئتهم المحلية الجلباب ، تعبيراً عن تقدير ثقافة المحافظات والأقاليم التي ينتمون إليها. وترى عبدالقادر أن هذا الأمر تجربة جديدة وفاعلة في عمر المهرجان الذي ظل يخاطب أبناء الطبقات الرفيعة ويتوجه إلى أطفال نخب معينة في المجتمع. التحدّي الأكبر الذي سيشهده المهرجان هذا العام يبعث رسالة قوية توضح أن أطفال مصر يقفون ضد الإرهاب، وأن إقامة هذه الدورة خير دليل على ذلك، كما أن دور المهرجان لن يقتصر على السينما وعروض الأفلام فحسب، بل ثمة ورش خاصة لفنون عديدة تشارك في تنظيمها كليات التربية الفنية، والمركز القومي لثقافة الطفل، وبينها ورش للطباعة، والمجسمات الإسفنجية، وتدوير مخلفات البيئة، والرسم على الزجاج، والصلصال، والمجسمات الورقية، والرسم على السيراميك، والأكسسوارات، والتشكيل بشرائح النحاس. ضمن التطور التكنولوجي الذي أدخله المهرجان في دورته الجديدة، اعتماد برنامج «أبليكشن» خاص بالهواتف الخلوية، محمّلاً عليه جميع البرامج والنداوات بأكثر من لغة، في خطوة تؤكد مواكبة الحدث لتطوّر الأجيال الحالية من الأطفال، وتضاعف من فرص التسويق والترويج للمهرجان ونسب المشاركة، وتعريف الشعوب الأخرى به. المكرمون في دورة مهرجان هذا العام وصل عددهم إلى 13 شخصية، بينهم هاني شاكر وصفاء أبوالسعود، وشوقي حجاب وياسمين عبدالعزيز وعبدالتواب يوسف ومحمد صبحي، وشيري عادل وهاني شنودة وعفاف طبالة ومحمد المنسي قنديل... وحضر متحدّو الإعاقة بقوة في حفل الافتتاح من خلال الفيلم الفرنسي «بكل قوتنا» الذي يحكي عن واحدة من القصص المؤثرة لهؤلاء، فالطفل «جوليان» يعيش على كرسي متحرك ويدخل في سباق الرجل الحديد مع والده الذي ينبذه، ليبدأ هذا الأخير في تغيير وجهة نظره نحو ابنه. وتقسم الدورة 22 للمهرجان هذا العام إلى مسابقتين، الأفلام الروائية، الطويلة والقصيرة والوثائقية وتضمّ كلها 31 فيلماً، ومسابقة أفلام التحريك والتلفزيون وتضمّ 48 فيلماً.