في الوقت الذي تعتبره الحكومة العراقية إرهابياً وأصدرت مذكرة اعتقال بحقه، كان يعتبر الشيخ حارث الضاري أمين العام لهيئة العلماء المسلمين في العراق "أُعلن يوم أمس الخميس عن وفاته"، نفسه من الخط الوطني الذي يدافع عن وحدة الشيعة مع السنة، ويعتقد أن الشيعة ليسوا مسؤولين عن حوادث القتل الجماعي التي تعرض لها السنة بعد الاحتلال في 2003. ويركز "الضاري" على قضية وحدة العراق، وله مواقف مضطربة من الأحداث في العراق بعد الاحتلال الأمريكي 2003، فهو من جهة يؤيد انتفاضة ما يسمى بالمقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي، ويؤيد في نفس الوقت التقارب مع الشيعة الذين يؤيدون الاحتلال ويعتبرونه تحريرًا من نظام حكم صدام حسين الذي يعتبرونه نظاما معاديًا لهم. اتُهم الشيخ بمساندة بعض القوى الإرهابية مثل القاعدة وداعش، وبعض فصائل المعارضة المسلحة، وينسبون إلى الشيخ حارث الضاري دخول مجاميع من القاعدة إلى ساحات اعتصام الرمادي مما مهد للمالكي اقتحام الساحة التي كانت تعد أهم ساحة اعتصام للسنة في العراق. ثورة سلمية ودعا حارث الضاري في أبريل 2012 الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة نوري المالكي، واصفًا حينها رئيسَ الوزراء بالاستبدادي والمغرور، متهما إياه بالسعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد مثلما هو الشأن في إيران، على حد تعبيره. واعتبر حينها أن العراق محكوم لجهتين أجنبيتين هما الولاياتالمتحدةوإيران، وحذر من عواقب استمرار الهيمنة الأميركية والإيرانية على بلاده. كما انتقد سياسات المالكي، مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء لاسيما أهل السنة، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير. نشأته ولد الضاري في قضاء أبوغريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941. ونشأ في كنف والده الشيخ سليمان وأخذ عنه الالتزام الديني الذي عرف به الشيخ سليمان الذي كانت تربطه بعلماء العراق علاقات وثيقة. بدأ تعليمه في مدرسة لتحفيظ القرآن، والتحق بعد ذلك بالمدرسة الدينية التي أكمل فيها الدراسة الأولية، وحصل على الشهادة الثانوية منها، ثم التحق بجامعة الأزهر سنة 1963م، حيث حصل على شهادة الليسانس العالية بكلية أصول الدين والحديث والتفسير. بعدها التحق بالدراسات العليا وحصل على شهادة الماجستير في التفسير سنة 1969م، وسجل في شعبة الحديث، فأخذ منها أيضاً شهادة الماجستير سنة 1971م، وبعد ذلك سجل رسالة الدكتوراه في الحديث، وحصل عليها سنة 1978م. عمله عاد إلى العراق وعمل في الأوقاف، ثم بعد ذلك نُقل إلى جامعة بغداد بوظيفة معيد، فمدرس، فأستاذ مساعد، فأستاذ. قضى في التعليم الجامعي أكثر من 32 عاماً، وتقاعد بعد أن عمل في عدة جامعات عربية، كجامعة اليرموك في الأردن، وجامعة عجمان في الإماراتالمتحدة، وكلية الدراسات الإسلامية والعربية في دبي أيضاً بالإمارات العربية المتحدة. والشيخ الدكتور حارث سليمان الضاري أحد العلماء في العراق، أمين عام هيئة علماء المسلمين في العراق، ويقيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ الاحتلال الأمريكي للعراق، 2003، ويعد من أكبر المناهضين للاحتلال الأمريكي.