توصل العلماء في جامعة "بروكسل " أن الصراصير ، التي كثيرا ما نشمئز منها ، تمتلك شخصية خاصة بها ، بل ذات سمات مختلفة بعضها من بعض ، حيث يفسر هذا الاكتشاف لماذا تعتبر الصراصير من الكائنات المثابرة والناجية وقادرة على التكييف مع البيئة الوعرة المحيطة . فقد لجأ العلماء إلى دراسة سلوك الصرصور الأمريكي ، عند تعرضه للضوء ، حيث أجريت الاختبارات على مدى ثلاثة أشهر ، مع 16 صرصارا وضعوا في ساحة مستديرة تحت الضوء الساطع ، وفى منتصف تلك الساحة ، تم توفير مظلة لتلك الكائنات الداكنة . وبعد إطلاق سراح الراصير ، تركت الحشرات وحدها لمدة ثلاثة ساعات ، تم خلالها تسجيل مواقعها بواسطة كاميرا وشريحة صغيرة توضع على ظهر كل صرصور لنقل مواقعها إلى كومبيوتر قريب ، حيث استطاع العلماء مراقبة ما إذا كانت الصراصير تخرج إلى النور والهواء الطلق أو تختبيء تحت مأوى ، وتكررت التجربة فى تواريخ لاحقة . وقال " إسحاق بلاناس" الباحث الرئيسى فى الدراسة أن المخلوقات ذات الستة أرجل شكلوا مواضيع بحثية مثالية بسبب مزج بين قدراتهم في صنع القرار وبحث واسع النطاق موجود مسبقا أجرى على الصراصير ، مضيفا أن "الصراصير" مخلوقات بسيطة ، ولكنها يمكنها الوصول إلى قرار معقد ، فإنه حتى مع القليل من المعلومات ، مع القليل من التفاعل ، يتمكنون من اتخاذ قرارات معقدة . وشدد العلماء على أن الغرض من التجربة كان التعرف على الفروق فى السلوك الجماعي والطريقة التي يلجأ إليها الصراصير في اتخاذ القرار ، حيث من المعروف أن الصراصير تكره الضوء لكن أيضا تتقارب فيما بينها لحماية الجماعات ، وهو ما أثرت هذة التفضيلات على قراراتهم . وأرجعت الدراسة أن مقدار الوقت الذي استغرقته مجموعة كاملة من الصراصير لتستقر تحت الملجأ متفاوتة ، إلى الاختلافات في الشخصية الفردية والسلوكية لكل صرصار ، فإذا كان صرصور واحد سريع فى الإختباء تحت مأوى شجع ذلك الآخرين إلى الحذو حذوه ، والحد من الوقت اللازم لتحقيق النتيجة النهائية .