صرح الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري ، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو لوكالة الأنباء الكويتية – كونا ، أن أسباب نشوء ظاهرة التطرف، تعود إلى الفهم الخاطئ للتعاليم الدينية والتأويل المنحرف للأحكام الشرعية، مما يتولد عنه التشدد الذي يُفضي إلى العنف المعنوي والمادي، وينتهي إلى التكفير الذي ينكر الحق في الاختلاف، ويتجاوز مبدأ احترام الآخر، ويقيم قطيعة مع المخالف في الرأي والفهم والسلوك. وقال المدير العام للإيسيسكو " إن أصل الظاهرة ،تربويٌّ وثقافيٌّ في المقام الأول، مما يقتضي أن تقوم المعالجة الموضوعية والحاسمة لهذه الظاهرة، على أساس خطة عمل تربوية ثقافية إعلامية لنشر ثقافة التسامح في المجتمع، ولتفعيل قيم الوسطية والاعتدال في مناهج التربية والتعليم، وفي وسائل الإعلام، وفي كل شأن من شؤون الحياة العامة في المجتمعات الإسلامية، تنويرًا للعقول، وتوضيحًا للمفاهيم، ونشرًا للوعي الديني والثقافي الصحيح. " وبخصوص قضية الانفلات في مجال الإفتاء، أوضح الدكتور عبد العزيز التويجري أنه يعود إلى غياب التنظيمات المحدّدة لجهات الإفتاء، والقوانين الرادعة لمن يتجاسر على الإفتاء بغير علم، وبما يخالف ثوابت الدين، وضوابط الفتوى. وأكد أنه من الضروري أن تكون هناك إرادة سياسية حازمة، وقوانين صارمة، وموقف واضح وقوي من كبار علماء الأمة في هذا الشأن ، مشيرا إلى أن الإفتاء مسؤولية خطيرة لا يمكن أن تترك لكلّ من هبّ ودب. وأشار الدكتور التويجري إلى أن رؤية الإيسيسكو لمعالجة ظاهرة التطرف وما تفرزه من أشكال الانحراف في المعتقدات، والاعوجاج في المفاهيم، والشذوذ في أنماط السلوك، تنطلق من تطوير مناهج التعليم وبرامج التربية ومفاهيم الثقافة، في إطار استراتيجيات أعدتها الإيسيسكو في هذه المجالات الثلاثة، تهدف إلى بناء منظومة تعليمية منفتحة على آفاق العصر.