حذر وزير الخارجية القطري خالد العطية، من ما اعتبره سقوط «أخلاق المجتمع الدولي»، بناء على ما تراه الدوحة من بدء تعامل المجتمع الدولي مع الأزمات العالمية بمعايير مختلفة. وأكد العطية، في حوار مع صحيفة «الحياة اللندنية» أن «مآل إليه الأزمة السورية كان واضحاً منذ البداية»، مشيراً إلى أن أكبر «المفاجآت» في الأزمة ذاتها، على حد قوله، «أن حزب الله عاد ليقتل ويهجّر من استقبلوه بالأحضان في يوليو 2006)». ونفى وزير الخارجية القطري إقدام الدوحة على مساعدة حزب الله؛ قائلاً: «بل نحن على خلاف معه». وفضّل الوزير القطري استخدام مفردة «توضيح» بدلاً من «توبيخ» صفةً لخطابه في مؤتمر ميونيخ تجاه مسؤول إسرائيلي عندما قال له: «إذا أنهيتم الاحتلال فحماس لن تقتلكم أو تقاتلكم»، مشيراً إلى أنه تكلم ووصف «حماس» من وجهة نظر الدوحة. وشدد على ضرورة التفريق بين اتهامات الدول لبلاده واتهامات الصحافة، معتبراً أن جزءاً كبيراً مما تتعرض له الدوحة من هجمات إعلامية غربية هو من باب «السياسة والبزنس» واختلاط المصالح التجارية والسياسية لدى أقطاب «التجار الإعلاميين». وأوضح على أن «الدوحة حليف لواشنطن»، نافياً بقطعية تلقيها أي تحذيرات من الولاياتالمتحدة بوقف دعم جماعات العنف والتطرف. وندد العطية بالضربات الجوية التي شنتها مصر على معاقل تنظيم داعش الإرهابي في ليبيا، معتبراً أن الحل للقضاء على هذا التنظيم لن يأتي فقط بالحملات الجوية بل بمعالجة الجذور وإعادة الحقوق. ورفض اتهام بلاده باستخدام «قناة الجزيرة» ذخيرة للضغط على دول عربية، مؤكداً أن القناة مستقلة في إدارتها. وقال إن مشاهد «الجزيرة» لو لم تعجبه مادتها؛ فعليه أن ينتقل إلى قناة أخرى، «فهو ليس مجبوراً أن يرى الطلقة آتية إليه». وأبى العطية ربط دعم قطر لمصر ب«حكم الإخوان»، بقوله «قطر لا تدعم الإخوان المسلمين، قولاً واحداً»، مؤكداً أنها وقفت مع مصر ودعمتها منذ اندلاع ثورة 25 يناير، في أيام حكم المجلس العسكري، وحكومة عصام شرف «كما لا تزال تنفذ الاتفاقات التي وقعتها مع تلك الحكومات حتى اليوم». وعزا رحيل عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين عن الدوحة، إلى «استشعارهم ضغط بعض الأشقاء العرب، فطلبوا أن يغادروا قطر»، لافتاً إلى أن عائلاتهم «لا تزال في ضيافة الدوحة». وعن محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي بتهمة التخابر مع قطر وإفشاء معلومات سرية، قال العطية: «لا أستطيع أن أقول شيئاً». جدير بالذكر، أن قطر قامت أمس بسحب سفيرها في القاهرة على خلفية الخلاف الشديد الذي نشب بين الدولتين في اجتماع جامعة الدول العربية، إثر الضربات الجوية الذي وجها الجيش المصري على معاقل تنظيم داعش في ليبيا. وكانت مصر شنت ضربات جوية على معاقل داعش في ليبيا، بعد إعلان التنظيم الإرهابي ذبح 21 مصرياً.