يعد مخيم الإبداع واحدا من الفعاليات الثقافية التي يلتقي فيها أدباء مصر من كافة الأقاليم مع النقاد والقراء. افتتح الشاعر سعيد المصري مناقشة ديوانه "شايف كل حاجة "بقصيدة قبل أن ينقل مدير الندوة خالد الصاوي الكلمة للناقد والباحث مسعود شومان الذي أكد على أن الديوان استخدم صورا كاريكاتيرية ومفردات الجسد كالعيون و الأيدي و الأعين ولفت إلى أن المصري يراوح بين الوزن و الموسيقي و السرد الذي لا يملك إيقاعا. وفي أدب المرأة كان اللقاء مع مناقشة رواية "جيمانزيوم" لمي خالد، وقالت الناقدة فاطمة طعيمة أن العمل لا يروي ما يحدث للطبقة التي تذهب إلى الجيمنازيوم فقط بل سبرت الرواية أغوار الطبقات المتعبة في الوطن متمثلة في العاملات في الجيمانزيوم و الكوافير. وحول ديوان الشاعر سعيد شحاتة "طرح النهار على نخل فبراير " تحدث الناقد مسعود شومان حول العمل قائلا: "كنت آمل أن يدقق الشاعر في اختيار العنوان لأن الديوان أوسع من عنوانه" وعاب على المؤلف تأثره بأسلوب القصيدة الطلقة كما حال قصائد أحمد فؤاد نجم و استلهامه عناصر الثورة وأضاف: إن ذلك يبدو مناسبا في بعض القصائد و لكن يؤثر بالسلب على قصائد أخرى، كما أبدى ملاحظاته حول عدم التزام الشاعر بالوزن وخروجه عنه في بعض القصائد. وهاجم خالد الصاوي استخدام الشاعر لمفردات قديمة مثل السيف و الرمح ظنا منه أن تلك الألفاظ تتناسب مع الحالة الثورية قائلا: هذه الأدوات قديمة و لا تعبر عن وضعنا الحالي، و كان يجب أن تكون السياقات أكثر عمقا و هذا فخ يقع فيه الكثير من شعراء العامية حينما يكتبون عن الثورة فيسطحون الأمر. وفي ندوة مناقشة المجموعة القصصية "تاكسي أبيض " للقاص شريف عبد المجيد، قال الناقد محمود بطوش أن المجموعة لاقت استحسانه لأن الكتابة بداخلها تنم عن خبرة مع الكتابة وأضاف إن شريف بكتب القصة و الرواية و المسرح و هذه التجربة هي تتويج لرحلة بدأت مع بداية الثمانينيات. أما الناقد رضا عطية فقد أبدى إعجابه بقصص المجموعة التي قال إنها تتسم بأسلوب الومضة و أنه رصد في المجموعة أن الكاتب تحدث بطريقة غير مباشرة عن التحولات التي تطرأ على المجتمع، قائلا "إن ما يميز شريف وجود تنوع بانورامي في أصوات القص و النهايات المفتوحة فلا يفرض على القارئ نهاية بل يدعه لأفقه". كذلك تناول المخيم "ثأثير القراءة على الوطن العربي"، شارك فيها د. زين عبدالهادى، د. شعبان خليفة، د. عبد الواحد النبوى، وربيع مفتاح، وأدارها فؤاد مرسى. وفى بدايه كلمته طرح عبدالهادى تسأل "ما هى الأسباب التى تدفع الناس للقراءة؟"، وأشار أن معدل متوسط القراءة للمواطن المصرى للكتب الإلكترونية هى كتابين فى العام، والمواطن بإستطاعه شراء الكتب غالى السعر لأنها ذات جودة ومضمون كما يحدث مع كتب الأديب علاء الأسوانى. أما ربيع فأشار إلى أن معدل متوسط القراءة للمواطن المصرى هى 6 دقائق فى العام ، وجميع المشكلات التى تمر بها مصر الآن ترجع إلى قله القراءة، لأن القراءة تعنى المعرفة وتعنى التنمية والتقدم والعمل، كما أشار إلى مشروع لمكافحة الأمية الإبجدية والأمية الرقمية والثقافية، وأكد على أن الكتب الإلكترونية قد تساعد بشكل ما على تشجيع الإنسان على القراءة، وأكد عبد الواحد على أن مشكلة القراءة ليست فقط فى مصر بل فى العالم العربى كله. وناشد المجلس الثقافة العربى بتبنى هذا المشكلة والعمل على وضع حلول لها، واستشهد بقولة لسقراط "إذا إراد أن تحكم على إنسان تسأله كم كتاب قرأه"، وأوضح أن معدل متوسط القراءة للمواطن العربى 6 دقائق فى العام مقابل 36 ساعة للوطن الغربى، وأمريكا تصدر 290 ألف كتاب سنوياً مقابل 5 :10 ألف سنوياً فى مصر، والكتب المترجمة فى مصر على مدار العام تساوى ما تصدره أسبانيا فى شهر، وهذا يضعنا فى مأزق كبير، واختتم كلمتة بتسأل "هل يجوز أن يكون سكان مصر 90 مليون ولديها معرض واحد للكتاب فى العام مدته أسبوعين؟"، و ذلك يرجع إلى أن 100 مليون عربي لا يعرفون القراءة و لا الكتابة و هذه أزمة فضلا عن أن إسرائيل تترجم آلاف الكتب سنويا إلى اللغة العبرية بينما نحن كعرب نترجم أقل من 500 كتاب سنويا. وأعرب الدكتور زين عن امتنانه للثورة حيث رفعت معدل القراءة ووصف الأمر بالجيد للغاية وقال إن الكثير من الكتاب، بدأوا من المدونات مثل غادة عبد العال و أقترح على الحضور كتاب "ماذا نقرأ "وقال يمكن قراءته عبر الانترنت مؤكدا أن القراءة تعيد الثقة للإنسان وبدون القراءة ليس هناك إدراك و ليس هناك وعي.