سكنته الخفافيش والفئران، بعد أن كان مركزا لقيادة إرسال الحملات البحرية المصرية في عهد الخديوي محمد علي، في مطلع القرن السابع عشر. إنه قصر "محمد علي" بمدينة السويس (شمال شرقي مصر)، الذي بدأت وزارة الآثار أعمال ترميمه، بعد 33 عاما من تركه دون استفادة. وبحسب مراسل الأناضول، فقد سرق مجهولون أبواب القصر، ومحتوياته التي كانت موجودة بداخله، وبات على مدار السنوات الماضية مأوي للخفافيش، واللصوص وأطفال الشارع. القصر الواقع على ساحل كورنيش السويس القديم بمنطقة الخور، تم تشييده عام 1812 في عهد محمد علي (حكم مصر في الفترة بين 1805 حتى 1848)، بحسب علي السويسي أستاذ الفنون بكلية الآداب جامعة السويس. ويتكون القصر الواقع على البحر مباشرة، من طابقين، وقبة عالية على أفخم طراز من التصميم التركي، حيث كان مقرا لأسرة محمد علي، للإشراف على إنشاء أول ترسانة بحرية في مصر، كما كان يقضي فيه والي مصر، بعض شهور السنة. كما كان مقر إبراهيم باشا نجل محمد علي، من أجل التخطيط للحملات المصرية في السودان والحجاز، وأشرف منه على سفر جنود الحملة. ويوجد داخل القصر، الذي بات مهجورا وبدأ العمل على ترميمه، جانباً لإنشاء ثاني أقدم محكمة شرعية في مصر خلال الحكم العثماني، حيث تم افتتاحها عام 1868، حيث لا تزال اللوحة الرخامية تحمل تاريخ افتتاح المحكمة، وهي معلقة أعلي مبني القصر إلى الآن. السويسي، قال للأناضول، إن "القصر عاصر الكثير من الصراعات والتدهور بعدما استولت عليه الحكومات المتعاقبة بعد ذلك، حتى قيام ثورة 1952". وعقب الثورة، صدر قرار جمهوري بتحويل ممتلكات العائلة المالكة إلى الدولة، وأصبح رسمياً مقراً لديوان عام محافظة السويس عام 1958، وتم تقسيمه إلى أن يكون الطابق الأول لإدارة المرور والمحكمة الشرعية، أما الطابق العلوي، فتم تخصيصه لقسم السويس والمباحث الجنائية. خالد هاشم، مسؤول سابق بمديرية الآثار بالسويس، قال للأناضول، إنه تم نقل مقر المحافظة وكذلك إدارة المرور والمحكمة الشرعية من القصر، بعد إنشاء مبان خاصة بهم عام 1982، ومنذ ذلك الحين هجر القصر. وأضاف: "تحول بعدها المبنى التاريخي إلى قصر مهجور، محطم النوافذ والأبواب، يسكنه الخفافيش "