تداول ناشطون أكراد على شبكات التواصل الاجتماعي، تسمية جديدة لعين العرب "كوباني"، وذلك بعد ساعات على إعلان عسكريين وسياسيين أكراد بالإضافة إلى وزارة الدفاع الأمريكية عن استعادة السيطرة على غالبية مساحة المدينة ذات الغالبية الكردية الواقعة شمال سوريا بعد أكثر من 4 أشهر من المعارك مع تنظيم "داعش". وتأتي التسمية الجديدة "عين كردستان" التي ما يزال انتشارها على نطاق محدود حتى ظهر اليوم، حسب رصد وكالة "الأناضول" الإخبارية، لتضاف إلى التسميات الثلاث السابقة التي تطلق عليها بنفس الوقت وهي "عين العرب" باللغة العربية أو "كوباني" بالكردية و"عين الإسلام" بحسب ما أطلق عليها "داعش" بعد سيطرته على أحياء في المدينة ومئات القرى في محيطها خلال الأشهر الأربعة الماضية. و"كردستان" هي التسمية التي يطلقها الأكراد على إقليم شمال العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي منذ عام 2003، وقدم الإقليم دعماً مادياً وعسكرياً ولوجستياً للمقاتلين في عين العرب"كوباني" خلال تصديهم لهجوم "داعش" الأخير. وكان مسئولون أكراد في مقدمتهم رئيس إقليم شمال العراق مسعود البرزاني باركوا، أمس الإثنين، ب"النصر" في بلدة عين العرب "كوباني" وتحرير غالبية مساحتها من سيطرة "داعش". بدورها أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" نجاح القوات المحاربة لتنظيم "داعش" في بلدة عين العرب في السيطرة على 90% من المدينة. وقال بيان صادر عن الوزارة، أمس الاثنين، إن "القيادة المركزية (للجيش الأمريكي) تؤكد أن القوات المحاربة لداعش تضم "وحدات حماية الشعب" الكردية، التي تم تدعيمها مؤخراً بالمئات من قوات "البيشمركة"(جيش إقليم شمال العراق)، ومقاتلين من الجيش الحر)، باتت تسيطر تقريباً على 90% من مدينة كوباني". ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي شن تنظيم "داعش" هجوماً واسعاً على عين العرب"كوباني" ونجح في السيطرة على مئات القرى في محيطها وعلى نحو نصف مساحة المدينة، قبل أن تقوم القوات الكردية المعززة بضربات جوية من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة على صد هجوم التنظيم وإجباره على الانسحاب من معظم مساحة المدينة وبعض القرى المحيطة بها. وعن أصل وسبب التسميات الثلاث للمدينة "عين العرب" و"كوباني" و"عين الإسلام"، قال أحمد الجمو كردي من محافظة حلب"شمال": "إن اسم "كوباني" لا يوجد له معنى لغوي محدد، سوى أن باحثين تاريخيين أرجعوا التسمية إلى الشركة الألمانية التي كانت متعهدة لمد وتنفيذ سكة الحديد الواصلة بين اسطنبول وبغداد عبر شمالي حلب"شمال سوريا" مطلع القرن الماضي، حيث افتتحت مكتباً لها في موقع "عين العرب" أو "كوباني" الحالي لإنجاز المشروع. وكانت "عين العرب"، التي تبعد حوالي 150 كلم شمال شرقي حلب، تضم نحو 400 ألف نسمة بينهم أقلية عربية، منهم نحو 200 ألف نازح سوري من شرقي وشمالي البلاد لجؤوا إليها نتيجة تهجيرهم في الحرب ضد "داعش"، بينما أدت سيطرة التنظيم على مئات القرى المحيطة بالمدينة إلى تهجير نحو 200 ألف كردي من المدينة باتجاه تركيا، بحسب إحصائيات رسمية. ويتبع للمدينة التي تعد إحدى المقاطعات الكردية الثلاثة التي أعلنتها الإدارة الديمقراطية الذاتية في سوريا العام الماضي وتتمتع بإدارة ذاتية، تحوي عدداً من المواقع الأثرية التي تعود للحضارتين الآرامية والآشورية، أكثر من 380 قرية سيطر "داعش" على معظمها خلال هجومه الأخير عليها، بحسب مصادر سورية معارضة. ومنذ الثامن من أغسطس/ آب الماضي يوجه التحالف الدولي، بقيادة الولاياتالمتحدة ومشاركة دول غربية وعربية، ضربات جوية لمواقع "داعش" في سورياوالعراق، ضمن الحرب على التنظيم التي يسيطر على مناطق واسعة في العراقوسوريا وأعلن في يونيو/حزيران الماضي عن إقامة ما أسماها "دولة الخلافة".