أعلنت وزارة الثقافة الونسية عن رحيل أبرز مبدعيها الشاعر الغنائي الكبير رضا الخويني الذي يمتلك في سجله أكثر من ثلاثة آلاف أغنية، أداها على مدى نصف قرن عشرات الفنانين التونسين داخل البلاد وخارجها. نشأ الخويني (75 عاما) في عائلة فنية حيث كان شقيقه حمادي الخويني من أشهر عازفي الكمان، وظهرت موهبته فى نظم الشعر الغنائي مبكرا، حيث كتب لبعض العمالقة أمثال علي الرياحي "مطرب الخضراء" وهناء راشد ومحمد ساسي والحبيب الشريف ولم يتجاوز عمره انذاك 15 عاما. ويلقّبه البعض ب"شاعر الأجيال"، حيث كتب أيضا لنعمة وعلية وصفوة وسلاف وناريمان والهادي الجويني وعدنان الشواشي وصابر الرباعي وأغلب أغاني الهادي حبّوبة "ملك الفن الشعبي". كما ذاع صيته فى فرنسا فى بداية الستينيات من خلال بث بعض الاذاعات هناك لاغانٍ أداها بعض الفنانين التونسيين المهاجرين على غرار راوول جورنو والكحلاوي التونسي. ومع تأسيس الاذاعة التونسية كوّن الخويني إلى جانب حمّادي الباجي وعبد المجيد بن جدو ثلاثيا محوريا ساهم فى وضع بصمة مميزة وخاصة بالاغنية التونسية، وشكلت جزءا هاما من التراث الموسيقي لبلاده، بحسب جريدة "القدس العربي" اللندنية. ويعد الخويني أحد مؤسسي "الجمعية التونسية للملحنين وكُتّاب الأغاني" عام 1968، كما ساهم فى احداث المؤسسة التونسية لحقوق المولف، وكذلك مهرجان الاغنية التونسية عام 1987. الخويني فى السنوات الاخيرة وضع كتبا حول مسيرة عدد من كبار الفنانين التونسيين أمثال صليحة ونعمة، كما عمل على تجميع أعماله الكاملة في تسجيلات خاصة. وتم تكريمه في عدة مناسبات داخل تونس وخارجها، أبرزها الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية في 2010، والملتقى العربي الثالث للأدب الشعبي في الجزائر عام 2014. وعرف الراحل بحبه الكبير للثورة الجزائرية الذي ترجمه في مجموعة هائلة من القصائد التي تؤرخها كما ترجم الكثير منها إلى أغاني لإنتصارات المجاهدين الجزائريين وثورتهم أواخر خمسينيات وبداية ستينيات القرن الماضي وقد أداها فنانون معروفون على غرار عبد القادر شاعو ونادية بن يوسف ومصطفى سحنون. "أكتب با تاريخ .. خلد يا زمان" و"دقوا طبول الفرح" و"بان النصر بان" و"قولوا يعيش شعب الجزائر" هي من العناوين التي أبدعها المولدي رضا الخويني وتغنى بها العديد من الفنانين الجزائريين والتوانسة.