كانت ولا تزال كرة القدم هي حياته، فقد كان يهرب من المدرسة في حي الأزاريطة وعمره سبع سنوات ليلعب الكرة في شوارع الحي وفي الحارات الشعبية في كوم الدكة وكوم الشقافة وعلى أرض كوته التي أقيمت عليها الآن مكتبة الإسكندرية ثم يعود إلى منزله ويتلقى علقة ساخنة من والده ولا يتوب، وفي اليوم التالي يكرر نفس سيناريو الهروب. هو أحد أشهر لاعبي الكرة المصرية في السبعينيات والثمانينيات، دافع عن قميص الاتحاد السكندري لمدة 20 عاماً وحمل على كتفيه أغلب النجوم الذين اعتزلوا سواء كانوا من الأهلي أو الزمالك، لكنه عندما سقط فريسة للمرض لم يجد حوله الذين حملهم على كتفيه، وفي الوقت ذاته وجد أناساً لا علاقة لهم بكرة القدم يقفون إلى جواره داخل غرفة العمليات. تعرّض بوبو إلى أزمات صحية متكررة من عام 2006 وما تلاها حيث كان مصاباً بورم خبيث في البروستاتا واضطر إلى إجراء عملية جراحية لاستئصال الورم؛ لكن السنوات التي تلت هذه الجراحة لم تخلُ من أزمات صحية طارئة كان آخرها في يونيو الماضي حين أصيب بجلطة في المخ ونُقل إلى مستشفى القوات المسلحة بالإسكندرية ومازال طريح الفراش لا يجد من يسأل عنه من أهل الكرة والرياضة، واكتفت إدارة النادي الذي لعب له بزيارة روتينية قامت بها له مرة واحدة مطلع الشهر الجاري.. فهل هذا جزاء من قدّم لناديه ولمصر بطولات عديدة وأفنى عُمره في العمل من أجل الرياضة؟! سيرة ومسيرة كثيرٌ منا لا يعلم الاسم الحقيقي له لأن اسم بوبو قد لازمه منذ انطلاقته ونجوميته.. هو محمد إبراهيم علي المزاتي، المولود في عام 194 . التحق منذ صغره بمدرسة جابر بالأزاريطة الابتدائية، وكانت بدايته الرياضية مع نادي السودان، وهو نادي قديم في الإسكندرية وكانت قيمة الاشتراك فيه خمسة قروش في السنة ولم يكن يستطيع أن يدفعها بل كان أحد العمال في النادي - وكان اسمه عم عثمان - يسددها نيابةً عنه تقديراً لموهبته في الكرة. وفي يوم من عام 1963 نصحه حنفي الدكش مدرب فريق الطرق والكباري باللعب في صفوف الاتحاد السكندري، وبالفعل ذهب للاختبار فيه، لكن إبراهيم عبد المجيد «رومه» سكرتير عام نادي الاتحاد طرده بحجة أن مستواه لا يؤهّله للعب في الاتحاد، وكرّر هذه المحاولة أربع مرات. وفي المرة التي دخل فيها النادي كانت عن طريق مقاول يُدعى محمد عباس كان يقوم ببناء مدرج أم كلثوم، حيث توسط له، وعقب توسطه له تم قبوله وقابل هناك إبراهيم عبد المجيد سكرتير النادي وكمال الصباغ والسيد حودة وطلبوا منه إحضار الاستغناء من نادي السودان؛ وبالفعل أحضره ووقع استمارات التسجيل وكان الاتحاد فى ذلك الوقت وبالتحديد موسم 63 يضم العديد من النجوم وقد شارك معهم ثم انتقل إلى جيل شحتة الإسكندراني، علي الكيلاني، عرابي، صلاح محروس، أحمد يعقوب.. ثم جيل محمد عمر، عادل البابلي، الجارم، رزق نصار، أشرف العبيسى، طلعت يوسف، وحيد حسن، وأخيراً الجيل الرابع الإسناوي، عيد أحمد، طارق الجلاد، عبد الله حسين، السيد خورشيد، نبيل شوقي، طارق بيصار، هشام عطية، نصر إبراهيم، طارق العشري، أمان فضل، محمود عطا. ولم يلعب بوبو في المراحل السنية المختلفة، لكنه شارك مباشرةً مع الفريق الأول، وكانت أولى مبارياته ضد اتحاد السويس يوم 9/9/1964 وتعادل فيها الفريق 1/1، ومنذ عام 1964 وحتى عام 1977 لم يغب عن أية مباراة للاتحاد، ثم تعاقد مع نادي الطائي السعودي لمدة موسم واحد زامله فيه صلاح الناهي، وطلب النادي تجديد التعاقد لكنه رفض من أجل نادي الاتحاد كما لعب مع منتخب مصر من عام 1965 وحتى عام 1984 حيث خاض مع المنتخب كل مباريات أفريقيا، وكانت أفضل مبارياته هي أيضاً أطرف مباراة له حيث خاض اللقاء بفردتي حذاء شمال لأن والدته رحمها الله وضعتهما في حقيبة الملابس عن طريق الخطأ ولم يخبر المدير الفني للمنتخب محمد الجندي خوفاً من طرده من المنتخب، وتألق في هذه المباراة بشدة خصوصا في الشوط الثاني وكان الفريق الوطني يضم نجوماً مثل السياجي، هاني مصطفى، حسن مختار، الشاذلي، مصطفى رياض، علي أبو جريشة، شحتة الإسكندراني. وعقب اعتزاله اشتهر بحمل اللاعبين المعتزلين على أكتافه أثناء مباريات اعتزالهم، وكان آخرهم محمود الخطيب.