يبدأ وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" اليوم الثلاثاء أول جولة من مباحثاتهم تحت رئاسة الأمين العام الجديد للحلف ينس شتولتنبرج، حيث تهيمن الأحداث في أفغانستانوأوكرانيا على جدول أعمال الاجتماعات. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية ينضم الرئيس الأفغاني أشرف غاني والمسؤول التنفيذي الأول بأفغانستان عبد الله عبد الله إلى جولة المباحثات التي تستضيفها العاصمة البلجيكية بروكسل، وذلك من أجل الإعداد لانتقال حلف الناتو من دور المواجهة القتالية إلى مهمة تدريب القوات الأفغانية بحلول نهاية العام الحالي. ومن المقرر أن يدشن وزراء الخارجية رسميا مهمة "الدعم الحازم" التي تهدف إلى تقديم التدريب والمشورة للقوات الأفغانية، والتي ستبدأ عملها في أول كانون ثان/يناير المقبل، مع إسناد مسؤولية حفظ الأمن للقوات الأفغانية. وكان الرئيس الأفغاني قد صرح في بروكسل بأن "قوات الأمن الأفغانية مستعدة وراغبة لتولي مسؤولية واجبنا الوطني بالدفاع عن بلادنا وتأمين العالم". ويلتقي وزراء الناتو في بداية جلسة المباحثات اليوم مع وزير الخارجية الأوكراني بافل كليمكن. وتعهد الحلف بتقديم الدعم لكييف في عدة مجالات مثل القيادة والسيطرة واللوجستيات وتأمين الفضاء الإليكتروني. وبينما لا تسعى أوكرانيا في الوقت الراهن للحصول على عضوية الناتو، رفض شتولتنبرج المطالب الروسية بتقديم ضمان بعدم انضمامها للحلف على الإطلاق. وقال شتولتنبرج إن "فكرة إعطاء نوع من الضمان هي برمتها ضد المبادئ الأساسية التي نقيم عليها دعائم أمننا"، وأضاف أن الأمر متروك "لكل دولة مستقلة" لأن تقرر الترتيبات الأمنية الخاصة بها. وأوضح شتولتنبرج أنه من المتوقع أن يوافق وزراء الناتو خلال المباحثات التي تجرى اليوم على استمرار التواجد المعزز في المناطق التي تقع في الشرق منه في عام 2015، إلى جانب تأسيس "قوة رأس حربة" مؤقتة تكون على أعلى درجات الاستعداد لمواجهة التهديدات المحتملة لدول الحلف. وستتمثل مهمة هذه القوة التي ستقودها مبدئيا ألمانيا وهولندا والنرويج في تمهيد الطريق لتنفيذ "خطة للاستعداد" تم الاتفاق بشأنها من جانب زعماء الناتو في أيلول/سبتمبر الماضي، وتهدف الخطة إلى توفير عدد صغير من القوات لمواجهة التحديات الأمنية خلال أيام. وتشعر الدول الحليفة للناتو والواقعة في شرق أوروبا مثل دول البلطيق وبولندا ورومانيا وبلغاريا بالقلق بشكل خاص إزاء نوايا روسيا في أعقاب أحداث أوكرانيا. يذكر أن شتولتنبرج وهو رئيس وزراء نرويجي سابق تولى منصبه أمينا عاما للناتو أول تشرين أول/أكتوبر الماضي خلفا لأندرس فوج راسموسن الذي انتهت ولايته. وقال دبلوماسيون بالناتو إنه من بين التجديدات التي أدخلها شتولتنبرج إدخال ساعة للعد التنازلي ، بهدف تشجيع الوزراء على أن تقتصر فترة تحدثهم على ثلاث دقائق فقط.