سلطت شبكة "CNN" الأمريكية وكذلك هيئة الإذاعة البريطانية "BBC" الضوء على ردود الأفعال بشأن قضية مقتل المراهق الأسود "مايكل براون" وذلك بعد مرور يومين على الحكم بإخلاء سبيل الشرطى الأبيض واندلاع التظاهرات والاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الشرطة. فمن جانبه قال "اوين جونز" الصحفي البريطاني بصيحفة "الجارديان" البريطانية أن المجتمع الأمريكي أفرز ظاهرة العنصرية بين الشعب الواحد حتى أصبح الأمريكي ذوي الأصول الأفريقية مواطناً محظوظاً اذا لم يتك قتله إثر تعامله مع رجل الشرطة في الولاياتالمتحدة فضلا عن امتلاء السجون بالأمريكيين السود وافتقادهم لكثير من امتيازات المواطنة المشروعة. وأضاف "جونز" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "Dateline London" على قناة "BBC" البريطانية في حلقة الأمس أنه على الرغم من الإنجازات الكثيرة التي تحققت بفضل حركات الحقوق المدنية فيما يتعلق بالقوانين التي تخدم الأقليات في الولاياتالمتحدة من أجل القضاء على العنصرية إلا أنه لا تزال هنالك بعض العناصر التي تشير إلى استمرار وجود مبادئ العبودية التي لم يتم القضاء عليها في المجتمع الأمريكي. وقال "جون فيشر بيرنز" الصحفي الأمريكي بصحيفة "نيويورك تايمز" إنه بالنظر إلى الجذور التاريخية لما وقع في "فيرجسون" فإنه من الملاحظ بأن الولاياتالمتحدة لا تزال على الرغم من كافة الإنجازات التي حققتها سياسياً وعسكرياً واقتصادياً إلا أن المجتمع الأمريكي لا يزال منقسماً بشكل كبير على أساس عرقي وذلك نتيجة لوجود قدر هائل من القوى القانونية والسياسية التي لم تعمل على الحد من ذلك الانقسام بل إنها في بعض الأحيان كانت عاملاً كبيراً في توسيع ذلك الانقسام كما أن ذلك الانقسام في المجتمع الأمريكي من الناحية الاقتصادية يزداد بمرور الوقت حيث أنه من المؤسف والمخزي أن يستمر وجود الكثير من الأمريكيين من ذوي البشرة السمراء في فقر مدقع نتيجة لذلك الانقسام والتقسيم العرقي في المجتمع الأمريكي. وفي ذات السياق قال "بيرنارد بوريل" صحفي جامايكي أن القضية التى ينبغي التركيز عليها هى أن الولاياتالمتحدة تأسست على مبدأ التمييز العنصري وبالتالي فإن القوانين واللوائح بنيت على العنصرية وأصحاب البشرة السمراء في الولاياتالمتحدة هم أكثر الأشخاص الذين واجهوا هذه التفرقة داخل المجتمع الأمريكي كما أن اليهود قد واجهوا تلك القضية كذلك إلا أنهم قد تمكنوا من تخطيها حالياً بينما الأفارقة لم يتجاوزوا ذلك الأمر إلى الآن. وقال "بوريل" أن هنالك مشكلة عدم ثقة بين الأمريكيين من أصل أفريقي وبين الأمريكيين من أصحاب البشرة البيضاء وهم أصحاب السلطة والنفوذ داخل البلاد سواء كانوا من أصول لاتينية أو أوروبية أو حتي أصول أسيوية إلا أنه لا تزال هنالك أزمة في الثقة بين الطرفين مؤكدا أنه إذا ما سار في إحدى الشوارع في الولاياتالمتحدة سينظر إليه نظرة دونية على أنه شخص يقوم بأي عمل غير شرعي وغير قانوني وذلك نتيجة لكافة المشكلات السياسية والقانونية الموجودة طوال العقود الماضية فعلى الرغم من انتخاب الرئيس أوباما في 2008 وهو من أصحاب البشرة السمراء حيث رأي البعض بأنه سوف يكون هنالك الكثير من التغيرات الجذرية فيما يتعلق بالنزاعات العرقية ولكن لم يجدي ذلك من الأمر شيئا. واستكمالا لتلك القضية تناولت أيضا قناة "CNN International" الأمريكية خلال برنامجها "Amanpour" في حلقة الأمس لمتابعة أخر تطورات احتجاجات ولاية ميزوري الامريكية حيث قال "تيف بو" الناشط الأمريكي ومغنى راب أنه بعد حكم المحكمة ببراءة الضابط الأبيض المتهم بقتل "مايكل براون" فإن الشعور السائد بين المواطنين بمدينة فيرجسون الان هو الحزن والمواساة لبعضهم البعض لأنه أصبح من القانوني في الولاياتالمتحدة أن يقوم أي ضابط شرطة بقتل أي مواطن أسود دون أن يخشى العقاب. ومن جانبه قال "جلين هاريس" رئيس مركز الاندماج الاجتماعى الأمريكي أن الضابط "داري ويلسون" لا يعتبر المتهم الوحيد فى قضية مقتل الشاب "مايكل براون" ولكن هيئة النيابة أيضا تتشارك معه فى هذه التهمة لأنها لم تحقق العدالة. وختم "هاريس" حديثه مؤكدا أنه على الرغم من أن حكم هيئة المحلفين كان مخيبا للأمال إلا إنه لم يكن مفاجأة فى الواقع لأن الجميع كان يتوقع الحكم ببراءة الضابط امتثالا للتمييز الذى يسير به النظام القضائى فى الولاياتالمتحدة .