أثارت خطوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لحماية ملايين من المهاجرين الذين لا يحملون وثائق من الترحيل بقرار تنفيذي ردود فعل متضاربة بالنسبة لمؤيدي ومعارضي تلك الخطوة أمس الخميس حيث أقام مؤيدو الاصلاح الاحتفالات فيما أعلن المعارضون عن غضبهم. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن جون بوينر رئيس مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في بيان "هذه ليست طريقة عمل الديمقراطية الأمريكية". ودعا أوباما مساء أمس الخميس الملايين من المهاجرين غير الشرعيين إلى "الخروج من الظل" ، معلنا عن تخفيف واسع النطاق من التهديد بالترحيل لما يصل إلى خمسة ملايين مهاجر. ويتوقع أن يستفيد من قرار أوباما التنفيذي نحو نصف ما يقدر ب4ر11 مليون مهاجر غير شرعي في الولاياتالمتحدة معظمهم من المكسيك ودول أخرى في أمريكا الوسطى. وفي خطاب أذيع من البيت الأبيض، قال أوباما إنه سيستخدم سلطته كرئيس للسماح لبعض الآباء، الذين لا يحملون وثائق للهجرة الشرعية، ولديهم أبناء يحملون الجنسية وإقامات دائمة والأشخاص الذين هاجروا حينما كانوا أطفالا للعيش بشكل شرعي في الولاياتالمتحدة والعمل فيها وتأجيل ترحيلات الكثيرين الآخرين. وقال أوباما: "إذا كنتم في أمريكا منذ أكثر من خمس سنوات، وإذا كان لكم أبناء مواطنين أمريكيين أو مقيمين شرعيين، وإذا قمتم بالتسجيل واجتياز التحقق من السوابق الجنائية ومستعدون لدفع حصتكم العادلة من الضرائب، فبإمكانكم تقديم طلب للبقاء في هذا البلد مؤقتا دون خوف من الترحيل". ويتعلق القرار أيضا بالأشخاص الذين هاجروا إلى الولاياتالمتحدة كأطفال كما سيؤجل ترحيل كثيرين آخرين. وبينما حدد أوباما الشروط، كان الكثيرون يحتفلون بالفعل. وهتف حشد خارج البيت الأبيض وحمل شعارات مكتوب عليها "حسنا أوباما". وأعلن خوسيه أنطونيو فارجاس وهو صحفي وواحد من أبرز المهاجرين في البلاد الذين ليست لديهم وثائق في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إنه سيكون قادرا على الحصول على وضع مؤقت وتصريح عمل و"رؤية والدتي في الفلبين بعد انفصالي عنها 21 عاما". وقال البعض إن الإجراء لم يصل إلى الحد المطلوب. ودعا الكثير من المؤيدين أوباما إلى توسيع الاجراءات لتشمل مجموعة أوسع عن الاباء والمهاجرين الشباب الذين شملهم القرار التنفيذي. وقالت صحيفة "لوس إنجليس تايمز" إن حشدا يضم عدة نشطاء في مجال العمالة الوافدة انتقد الخطاب في مسيرة في لوس إنجليس. وهناك أكثر من أربعة ملايين من الآباء يمكن أن تنطبق عليهم تلك الشروط. وقال أوباما إن هذا الاجراء "لا يمنح الجنسية أو حق البقاء هنا بشكل دائم أو يكفل نفس المزايا التي يتلقاها المواطنون - الكونجرس فقط يستطيع فعل ذلك". وأضاف: "كل ما نقوله هو أننا لن نقوم بترحيلكم". وقال أوباما: "ما أصفه هو المساءلة .. التعقل ومنهج الأرضية المشتركة .. فإذا انطبقت عليكم تلك المعايير يمكنكم الخروج من الظل والسير وفق القانون. وإذا كنت مجرما فسوف يتم ترحيلك". وأضاف: "إذا كنت تخطط لدخول الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني، فإن فرص القبض عليك وترحيلك قد زادت للتو ". وقال أوباما: "وبالنسبة لأولئك الاعضاء في الكونجرس الذين يشككون في سلطتي لجعل نظام الهجرة يعمل بشكل أفضل أو يشككون في حكمتي للعمل فيما فشل فيه الكونجرس، لدي رد واحد .. مرروا مشروع قانون". وأصبحت سياسات الهجرة أمرا خلافيا على نحو متزايد في الولاياتالمتحدة، وأصبح ترحيل المهاجرين غير الشرعيين يمثل صرخة بالنسبة لكلا الطرفين. وينتقد المدافعون عن الهجرة ترحيل أكثر من مليوني شخص منذ أن تولى أوباما منصبه في 2009، رغم تعهدات إدارته في وقت سابق بأن تنصب تلك الجهود على المجرمين الخطرين. ويقول معارضو إصلاح نظام الهجرة، وبينهم الكثير من المشرعين الجمهوريين، إن إدارة أوباما لم تبذل جهدا كافيا لتأمين الحدود ومحاسبة الذين يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني. وفي الوقت نفسه، أعلن أوباما عن إجراءات لتعزيز السيطرة على الحدود مع مواصلة التركيز على ملاحقة وترحيل المجرمين الخطرين الذين يوجدون في الولاياتالمتحدة بشكل غير قانوني. ورد أوباما كذلك على النقد الموجه إليه من الجمهوريين بأنه يعمل خارج نطاق سلطته. وقال: "إن الإجراءات التي أتخذها ليست قانونية فحسب، بل إنها نفس أنواع الإجراءات التي اتخذها كل رئيس جمهوري وكل رئيس ديمقراطي على مدى نصف القرن الماضي". وأوضح أوباما أن الأمريكيين أيدوا إجرائه، وأن الهجرة أمر ضروري بالنسبة لهوية بلاده.