انطلقت صباح اليوم في مقر الإيسيسكو في الرباط عاصمة المملكة المغربية ، الأيام التعريفية بالمنظمات الأربع :المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو-، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم –ألكسو-، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة –يونسكو-، ومكتب التربية العربي لدول الخليج. وفي الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء، تم الاستماع إلى كلمات ألقاها كل من الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور علي بن عبد الخالق القرني، المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج ، والسيد أمين الدهماني، مسؤول التعاون مع اللجان الوطنية الأعضاء في الألكسو، والسيد محمد ولد ختار ممثل اليونسكو، والسيدة لمياء الراضي، الأمينة العامة (بالإنابة) للجنة الوطنية المغربية للتربية والثقافة والعلوم. دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام لمنظمة الإيسيسكو ، فى كلمته ، إلى تعزيز التعاون المتكامل والوفاء بالالتزامات والاتفاقات على جميع المستويات وفي جميع الأحوال، من أجل تحقيق الأهداف الجامعة بين هذه المنظمات الأربع التي ترسم أمامها معالم الطريق نحو بناء المستقبل الآمن المزدهر للإنسانية جمعاء. وقال : « لقد تعززت جهود المجتمع الدولي، في مجال التعاون التربوي والثقافي والعلمي، بإنشاء منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة -يونسكو- في سنة 1946، بعد سنة واحدة من تأسيس المنتظم الدولي بالمصادقة على اتفاقية سان فرانسيسكو في سنة 1945، وكان ذلك تطورًا بالغ الأهمية ونقلة ً نوعية ً في التعاون الدولي في حقول التربية والعلم والثقافة، الهادف إلى تعزيز السلام العالمي الذي يبنى في العقول ليستتب في الأرض. ثم جاء إنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم -ألكسو- في سنة 1970، في إطار جامعة الدول العربية التي تأسست في سنة 1945، تعبيرًا عن التوجُّه الجديد للعمل العربي المشترك، نحو النهوض بالتعاون بين الدول الأعضاء في هذه المجالات الحيوية، بما يحقق الأهداف السامية التي يحددها ميثاق جامعة الدول العربية». وأعلن أن إنشاء الإيسيسكو في سنة 1982، شكل تطورًا شديد الأهمية في العمل الإسلامي المشترك، في إطار منظمة التعاون الإسلامي التي كانت تعرف عهدئذ بمنظمة المؤتمر الإسلامي، في اتجاه خدمة الأهداف النبيلة المنصوص عليها في ميثاق هذه المنظمة، والتي تلتقي في فلسفتها وفي رسالتها، مع أهداف المنظمتين الدولية والعربية. وذكر أن تأسيس مكتب التربية العربي لدول الخليج في سنة 1975، كان دعمًا قويًا للعمل الخليجي المشترك في هذه الميادين ذات الارتباط الوثيق بالتنمية البشرية، وتطورًا إيجابيًا وفاعلا ً نحو تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المكتب. وقال إن المنظمات الأربع تَتَكَامَلُ جهودُها بشكل عام، على مستويات عديدة؛ على مستوى الأهداف، وعلى مستوى الوسائل، وعلى مستوى الهياكل، كما تتكامل في علاقاتها وتعاونها مع اللجان الوطنية في الدول الأعضاء التي هي القنوات الرسمية لتلك الدول والشريك الميداني في تنفيذ البرامج والأنشطة المختلفة. كما أشار إلى أن تعزيز علاقات التعاون مع اللجان الوطنية في الدول الأعضاء، هو عامل مهم في نجاح علاقات التعاون والشراكة بين هذه المنظمات الأربع، وبخاصة في إطار التعاون الثنائي وفق الاتفاقات والبرامج المشتركة، التي شدد على ضرورة التقيد بمضامينها وإجراءاتها بدقة والتزام. وأكد أن التكامل المنهجيُّ الذي يقوم على التقارب في الأهداف، والتشابه في الوسائل المستعملة لتحقيق تلك الأهداف، يقتضي مزيدًا من التنسيق، ويستدعي توسعًا في التعاون، ويتطلب انفتاحًا متبادلا ً، كما يدعو إلى الاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى كل منظمة في هذه الميادين المشتركة التي تصبّ جميعُها في اتجاه دعم التنمية الشاملة المستدامة لفائدة الأجيال الحاضرة، ولمصلحة الأجيال المقبلة، على حد سواء. وأضاف قائلا ً : « من هذه الزاوية ننظر، في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، إلى الهدف الرئيس من هذه الأيام التعريفية، نظرة شمولية بحيث يكون التعريف المتبادل، تطويرًا لمناهج التعاون، ودفعًا لمساراته نحو المزيد من الفعالية والمردودية والتأثير في حياة الشعوب التي تمثلها هذه المنظمات. وبذلك نعطي دفعة ً قوية ً للتعاون القائم فعلا ً بيننا، على مستوى الاتفاقيات الثنائية، وعلى مستوى التعاون الجماعي بين المنظمات الأربع». وأوضح الدكتور عبد العزيز التويجري أن الصعاب والتحديات والأزمات التي يمر بها العالم اليوم تدعونا جميعًا إلى تضافر الجهود لنشر ثقافة العدل والسلام، ولتعزيز قيم التعايش والتسامح بين الأمم والشعوب، والحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات. بعد كلمة رؤساء المنظمات و ممثليهم ، تم تدشين معرض أقيم في بهو مقر الإيسيسكو تضمن منشورات وإصدارات هذه المنظمات الأربع في المجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية. وفي هذه المناسبة، أهدت الإيسيسكو عدداً من الأجهزة المعلوماتية (حواسيب وطابعات) للجنة الوطنية المغربية وللتربية والثقافة والعلوم، في إطار تنفيذ برنامج الدعم الذي تخصصه الإيسيسكو سنويا لفائدة اللجان الوطنية في الدول الأعضاء. حضر الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء عدد من المسؤولين في اللجان الوطنية للتربية والعلوم والثقافة في دول المغرب، وليبيا، واليمن، ولبنان، والسودان، وفلسطين، وجزر القمر، وممثلو عدد من الدول الأعضاء في مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومسؤولو المديريات ورؤساء الأقسام والخبراء واختصاصيو البرامج في الإيسيسكو، وممثلو عدد من وسائل الإعلام المحلية والدولية المعتمدة بالرباط. يذكر أن هذا اللقاء التواصلي سيستمر يومي 12 و13 نونبر الجاري، حيث ستعقد سبع جلسات عمل يتم خلالها التعريف بأهداف المنظمات وبرسالتها و أنشطتها واستراتيجياتها، ودراسة آفاق التعاون وفرص التكامل بين المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني، ومناقشة آليات النهوض بالتواصل والتفاعل بين المنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية. كما سيتم تنظيم مائدة مستديرة حول سبل الاستفادة من برامج وأنشطة المنظمات الدولية العاملة في مجال التربية والعلوم والثقافة والاتصال.