تجددت الاشتباكات، اليوم الخميس، بين مسلحي جماعة أنصار الله (المعروفة إعلاميًا بالحوثي) ومسلحين محسوبين على تنظيم "أنصار الشريعة" التابع للقاعدة، في مدينة العدين بمحافظة إب وسط اليمن، بحسب شهود عيان. ونقل شهود عيان في اتصالات منفصلة مع مراسل الأناضول، تجدد الاشتباكات بين مسلحي الحوثي والقاعدة في مناطق عدة بمدينة العدين، لافتين إلى أن الجانبين تبادلا إطلاق النار بصورة كثيفة في عدد من شوارع المدينة. وأشار الشهود إلى أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة رجل وامرأة، موضحين أن إصابة المرأة خطيرة. وفي مدينة "إب" عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم، قال ناشطون إن مسلحين حوثيين اعتدوا اليوم على مشاركين في وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة للمطالبة بإخراج مسلحين الجماعة من الشوارع والأحياء. وأضاف الناشطون، للأناضول، أن المسلحين قاموا بتمزيق لافتات وشعارات واعتدوا بالضرب على مشاركين في مسيرة تطالب بإخراج المسلحين من محافظة، وإطلاق سراح 37 مختطفًا لدى الجماعة اختطفتهم عند اقتحامها مقر المكتب التنفيذي لحزب التجمع اليمني للإصلاح مطلع الأسبوع الجاري. ومطلع الشهر الجاري، فجّر مسلحون حوثيون مقرًا لحزب التجمع اليمني للإصلاح المحسوب على تيار الإخوان المسلمين، في مدينة إب بعد قتل 4 من أفراد حراسته واختطاف آخرين، حسب مسؤول محلي بالمدينة. وكان مسلحون حوثيون دخلوا مدينة إب قبل أسابيع، ونشروا نقاط تفتيش فيها، وبسط سيطرتهم على مقر إدارة الأمن بالمحافظة، مع بسط نفوذهم على مدينة يريم التابعة لها ومركز مديرية الرضمة. ومنذ 21 سبتمبر/ أيلول الماضي، تسيطر جماعة الحوثي المحسوبة على المذهب الشيعي بقوة السلاح على المؤسسات الرئيسية في صنعاء، ويتهم مسؤولون يمنيون وعواصم عربية وغربية إيران، بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية، جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. ورغم توقيع جماعة الحوثي اتفاق "السلم والشراكة" مع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، وتوقيعها على الملحق الأمني الخاص بالاتفاق، والذي يقضي في أهم بنوده بسحب مسلحيها من صنعاء، يواصل الحوثيون تحركاتهم الميدانية نحو عدد من المحافظات والمدن اليمنية خلاف العاصمة. وهو الأمر الذي قابله اندماج عدد من الجماعات القبلية ومقاتلي تنظيم "أنصار الشريعة"، تحت لواء واحد لقتال مسلحي الحوثي في محافظتي البيضاء وإب (وسط) ودخلوا في مواجهات مباشرة ومعارك خلّفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.