بدأ يلوح في الأفق صراعا على السلطة بين قادة الجيش في بوركينا فاسو في وقت مبكر اليوم السبت، بعد يوم من تولي الجيش مسئولية إدارة البلاد في أعقاب استقالة الرئيس بليز كومباوري وسط احتجاجات شعبية . ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية فقد أعلن المتحدث السابق باسم الجيش إسحاق زيدا توليه منصب رئيس بوركينا فاسو حتى الانتخابات المقبلة، وفقا لما ذكرته إذاعة "أوميجا إف إم". وقالت الإذاعة "أعلن اللفتنانت كولونيل زيدا رسميا أنه سيتولى مقاليد الحكم في البلاد لضمان انتقال آمن" للسلطة. وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان قائد الجيش أونوريه تراوري توليه السلطة بعدما استسلم كومباوري لضغوط عشرات الآلاف من المحتجين واستقال من منصبه. وقال تراوري في بيان "مع الأخذ في الحسبان فراغ السلطة الذي حدث نتيجة لذلك، ونظرا للحاجة الملحة لحماية حياة الأمة، سأضطلع من اليوم بمسؤولياتي كرئيس للدولة". وكان كومباوري /63 عاما/ قد استولى على السلطة في انقلاب عام 1987. وقال في بيان أذيع تلفزيونيا أمس الجمعة إنه تنحى عن منصبه "من أجل مصلحة البلاد العليا" ودعا إلى إجراء انتخابات خلال 90 يوما. وأعرب العديد من المحتجين أمس عن عدم ترحيبهم بتولي تراوري رئاسة البلاد، حيث أن وصوله إلى منصبه القيادي في الجيش حدث في ظل حكم كومباوري. وقال محللون يوم الجمعة إن الجيش منقسم وإن زيدا أراد أن يقود الفترة الانتقالية بنفسه. واندلعت احتجاجات واسعة يوم الخميس في واجادوجو وأماكن أخرى في البلد الواقع في غرب أفريقيا، أساسا ضد مشروع قانون تقدم به كومباوري لتغيير الدستور والسماح له بالترشح في الانتخابات المقبلة لفترة رئاسية خامسة لتمديد حكمه المستمر منذ 27 عاما. وقالت المعارضة إن نحو 30 شخصا قتلوا وأصيب مئة خلال الاحتجاجات في واجادوجو. وشاهد أحد مراسلي وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ثلاث جثث في الشوارع.