" يارب .. سامحني واغفر لي " . هكذا ندعو الله أحياناً إذا ذهبنا إلى صلاة الجمعة . أو رأينا أو سمعنا شيئا يذكرنا . بأن هناك يوم للحساب . تنكشف فيه أخطاؤنا وخطايانا . التي حرصنا طوال الحياة على إنكارها وإخفائها ! وليس في هذه الدنيا إنسان لم يخطئ يوماً . وكل البشر خطاءين . ويعلم الواحد منا بينه وبين نفسه تماماً أنه ليس خالياً من الخطأ . وكل إنسان ارتكب في حياته . ما ارتكب من ذنوب ومعاصي . سواء في حق نفسه أو في حق غيره أو في حق الله ! لكننا نتعلم والعلم ثمين نتعلم مع الأيام أن أخطائنا وذنوبنا لا يمكن أن تظل للأبد دفينة صدورنا . نعيش بها لكنها في وقت نعجز عن حمل قتلانا من أخطاء العمر . تنوء الصدور بالحمل الثقيل . هنا فقط نتذكر ونرفع أكف اللهفة ضارعين إلى السماء نطلب العفو والسماح . ونرجو أن يغفر الله لنا ذنوب الماضي . نصلى بحرارة ونبكى أو نحاول في الدعاء . آملين في غفران يطهر نفوسنا وسكينة ترطب أرواحنا ! نقول أن الله غفور رحيم . لكن أغلبنا لا يصدق ما يقول . ويتصور أ، الرحمة لن تصل إلى عظم ما ارتكب من أخطاء أو آثام . ولو آمن لعرف ولو عرف لرضى . بأن رحمة الله أوسع وأكبر من أن تدرك . لكن لا مغفرة بلا توبة . ولا يكفى أن نعرف أننا أخطأنا وأن نعترف . بل أن نتمنى صادقين لو أننا كنا لم نخطئ . وأن نشعر بحجم الخطأ . وأن نرفضه في قرارة نفوسنا . وأن نشعر بإحساس الذنب . ونتمنى بحق ألا تتكرر أخطاؤنا . وتلك هي التوبة الصادقة . لكن هل يشعر التائب أن الله تاب عليه ؟ يعرف التائب ويشعر . بعلامات من السماء أن الله طهره من ذنوبه . وأعاده صفحة جديدة بيضاء فلا هموم في القلب ولا أوجاع في الروح ولا خوف في النفس . لقد غسلته وطهرته مغفرة الله . يغفر الله للانسان ما ارتكبه فى حق الله . أما ما ارتكبناه فى حق غيرنا . فلا توبة مقبولة إلا اعادة الحقوق إلى أصحابها . أو أن يعفو هم أنفسهم عنها . وهؤلاء عند الله أعظم الناس وأحبهم اليه. يارب . سامحنى وأقبل توبتى . انى كنت من الظالمين !