تخوّف مسئولان فلسطينيان من حدوث أزمات إنسانية، في قطاع غزة، جراء المنخفضات الجوية المتوقعة خلال فصل الشتاء القادم، بسبب ضعف "البنية التحتية". وأكد المسئولان في حوارين منفصلين مع وكالة "الأناضول" للأنباء، أن البنية التحتية الضعيفة، والتي دُمِّر جانب منها خلال الحرب الأخيرة، تجعل قطاع غزة، "مؤهلاً لحدوث كارثة إنسانية جديدة، مع حلول أي منخفض جوي قوي". وشنت إسرائيل حربا على قطاع غزة في السابع من يوليو/تموز الماضي، واستمرت 51 يوماً، أسفرت عن مقتل 2157 فلسطينياً، وإصابة أكثر من 11 ألفاً آخرين، فضلاً عن تدمير 9 آلاف منزل بشكل كامل، و8 آلاف منزل بشكل جزئي، وفق أرقام فلسطينية رسمية. وقال سعد الدين الأطبش مدير عام "المياه والصرف الصحي"، في بلدية غزة، لوكالة "الأناضول" للأنباء": "الحرب الأخيرة دمّرت كل شيء في قطاع غزة، لذلك بنيته التحتية غير مجهزة لاستقبال أي منخفض جوي، وحدوث ذلك ينبئ بكارثة إنسانية جديدة قد تحلّ بالقطاع". وأضاف: "شتاء هذا العام، سيكون أصعب، من شتاء الأعوام السابقة، فالعديد من خطوط الصرف الصحي، وخطوط المياه الرئيسية، لا تزال مدمّرة، ومدفونة تحت الركام". وتسبب منخفض ضرب المنطقة شتاء العام الماضي، وأُطلق عليها "أليسكا"، بغرق العشرات من منازل الفلسطينيين في غزة، وإغلاق بعض الشوارع، وعرقلة حركة السير، كما تعذرت الدراسة في غالبية المدارس. وذكر أن أخطر ما يمكن أن يحدث بغزة في حال تعرّض القطاع لمنخفض جوي، خلال فصل الشتاء الجاري، هو اختلاط المياه الصرف الصحي المتسرّبة من الخطوط المدمّرة، مع مياه الأمطار، ووصولها لوسط مدينة غزة وإغراقها للعديد من المنازل. وتابع: "ذلك الأمر سيحدث كوارث إنسانية، ناهيك عن الإصابة بأمراض ناتجة عن المياه الملوثة، وبالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية بفعل تعطّل المستلزمات المنزلية، في حال غرق المنازل". وتابع قائلاً: "أكثر الأمور التي أنهكتنا في الشهر الذي تبع الحرب، هو إيصال المياه للمنازل التي حُرمت من المياه بعد أن دمرت الحرب الإسرائيلية الخطوط التي كانت تصل إلى منازلهم". وحول استعدادات بلدية غزة، لتفادي أي "كارثة"، ممكن أن تسببها المنخفضات الجوية، بيّن الأطبش أن بلدية غزة عملت على تنظيف بعض شبكات الصرف الصحي من المواد العازلة والتي تمنع من تسريب مياه الأمطار بسرعة إلى الشبكات، لتفادي تجمّع المياه وحدوث السيول. ويرجع الأطبش ضعف الإمكانيات المتاحة لدى بلدية غزة، إلى الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي، إذ تمنع إسرائيل دخول قطع الغيار التي تلزم لتحديث وإصلاح الأجهزة والآليات المتعطّلة التابعة لبلدية غزة، إضافة إلى تدمير البنى التحتية للقطاع خلال الحرب الأخيرة، حسب قوله. ويوضح الأطبش أن أكثر المناطق التي من الممكن أن تتضرر خلال المنخفضات الجوية بغزة، هي المناطق التي تعرّضت للتدمير الإسرائيلي خلال الحرب كمنطقة حي "الشُّجاعية"، شرق المدينة. وأدى تساقط الأمطار، يوم الأحد الماضي، إلى تكدّس "مياه الأمطار" في شوارع قطاع غزة، وتجمعها في الساحات المنخفضة، واختلاطها بمياه الصرف الصحي. وفي السياق ذاته، أبدى سعيد السعودي، مدير عام الدفاع المدني بغزة، تخوفه من صعوبة التعامل مع أي منخفض جوي سيضرب قطاع غزة، لهذا العام. وذكر السعودي في حديث مع وكالة الأناضول للأنباء، أن ركام المنازل المدمّرة سيفاقم من أزمة تجميع مياه الأمطار، داخل شبكات الصرف الصحي، لأنها ستكون محمّلة بالرمال والحجارة والحديد. وبيّن أن جهاز الدفاع المدني بغزة، تعرّض خلال الحرب لخسائر فادحة، تقدّر مادياً بنحو 300 ألف دولار أمريكي. وتابع: "دمرت الطائرات الإسرائيلي 4 سيارات للدفاع المدني، كما تعرض العديد منها للتدمير الجزئي، غير أن الطائرات دمّرت سيارتي إسعاف بشكل كلي، وعدة سيارات أخرى بشكل جزئي". ولفت إلى أن معدات وأجهزة الدفاع المدني بغزة "ضعيفة"، أصلاً بسبب الحصار المفروض على القطاع للعام الثامن على التوالي، إلا أن الحرب فاقمت من ضعف تلك الإمكانيات، حسب السعودي. وبحسب إحصائيات فلسطينية، فقد تجاوزت الخسائر الاقتصادية الإجمالية المباشرة وغير المباشرة في المباني والبنية التحتية وخسائر الاقتصاد بكافة قطاعاته في قطاع غزة، 5 مليار دولار تقريبا.