وقعت أطراف الحركة الشعبية المتنازعة في جنوب السودان مساء الاثنين، في مدينة أروشا التنزانية على اتفاق مبادئ ينص على أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لإعادة الاستقرار للجنوب. وحضر الرئيس التنزاني، رئيس الحزب الثوري (الحزب الحاكم في تنزانيا) نادوقو جاكيا، محادثات استمرت لأقل من ساعة بين الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار كانت عبارة عن ختام مباحثات استمرت أسبوعا بين ممثلين عن الحركة الشعبية (الحكومة) والحركة الشعبية المعارضة، وفق بيان صدر عن الحزب الثوري التنزاني، مساء الاثنين. وتمخضت المحادثات، وفق البيان، عن التوقيع على اتفاق مبادئ يعتبر أن الصراع الذي حدث في جنوب السودان ارتبط بالخلافات داخل الحزب الحاكم - الحركة الشعبية، وعلى قيادات الحركة إعطاء أولوية للحوار حتى تنعكس إيجابا على المحادثات التي تجرى في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وجدد قيادات الحركة الشعبية بأجنحتها المختلفة وفق الوثيقة التي سمتها مبادئ عامة مسؤوليتها عن الأحداث التي شهدها جنوب السودان في ديسمبر/ كانون أول الماضي. كما التزمت بإيجاد الحلول اللازمة للاستقرار والسلام. وجاء في البيان الذي صدر من الحزب الثوري التنزاني أن "الأطراف تتعهد بالحوار كوسيلة وحيدة لجلب السلام إلى جنوب السودان، والعودة إلى المحادثات في الزمان والمكان المحددين بعد أسبوعين في مدينة أروشا". وفي كلمته أمام حفل التوقيع، قال الرئيس التنزاني إن "القادة في جنوب السودان يجب أن يتحملوا مسئولية ما حدث من أجل مواطني دولتهم". وأشار الرئيس سلفاكير في كلمة مقتضبة وجهها للحضور إلى الحال الذي يعيشه مواطنو جنوب السودان جراء العنف، وذكر أن تلك الأحداث تجعلهم يشعرون بالمسؤولية لجلب السلام للجنوب. أما رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة، فقال في كلمته إنه يرحب بالاتفاق، مشيدا بجهود الوساطة التنزانية التي سهلت لهم أن يلتقوا كقادة لحزب الحركة الشعبية. واعتبر مراقبون تحدثوا للأناضول من أروشا أن الاتفاق مع أنه بداية لعملية طويلة إلا أنه يعتبر مهما في محادثات اقتسام السلطة الجارية في أديس أبابا. وتشهد دولة جنوب السودان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2013، صراعاً دموياً على السلطة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة بقيادة رياك مشار النائب السابق للرئيس سلفاكير ميارديت، ولم تنجح مفاوضات السلام التي جرت خلال الفترة الماضية في أديس أبابا، في وضع نهاية للعدائيات بين الطرفين والتوصل لصيغة لتقاسم السلطة حتى الآن.