أعلن رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين علي الحايك، إن وفدًا من المراقبين الدوليين وصل إلى قطاع غزة أمس الأربعاء، لمراقبة عملية إعمار غزة. وقال الحايك في تصريح لوكالة "الأناضول" التركية: "أن وفد المراقبين الدوليين سيطلع على عملية تسليم مواد البناء التي ستدخل إلى القطاع وطبيعة استخدامها"، موضحا أن عملية إعمار غزة "ستبدأ قريبًا"، دون أن يقدم توقيتا محددا. وأشار إلى أنه تم التحرز على مواد البناء التي وصلت إلى قطاع غزة أول أمس الثلاثاء، داخل مراكز تابعة لوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" إلى حين بدء المراقبين الدوليين عملهم. وأوضح الحايك أنه سيتم إدخال المزيد من مواد البناء إلى القطاع بعد أن تعيد السلطات الإسرائيلية فتح معبر كرم أبو سالم "المنفذ التجاري الوحيد لغزة" الذي أغلقته اليوم بسبب الاحتفال بعيد "العُرْش" اليهودي. ولفت إلى أن آلية توزيع مواد البناء التي أقرتها الأممالمتحدة بالاتفاق مع إسرائيل والحكومة الفلسطينية ستتم من خلال حصول الفلسطينيين على "كوبون" من وزارة الأشغال العامة والإسكان بحكومة التوافق، ليتوجه بعدها إلى مراكز تخزين هذه المواد التي تخضع لمراقبة دولية. وأوضح أن عملية توزيع مواد البناء على أصحاب البيوت المدمرة جزئيا وكليا بهذه الطريقة ستتسبب بتأخير عملية الإعمار بشكل كبير. وأعلن مؤتمر للمانحين الدوليين عقد في القاهرة الأحد الماضي عن تعهد بتقديم 5.4 مليار دولار للفلسطينيين، نصفها لإعادة إعمار غزة. وكانت حكومة التوافق الوطني الفلسطيني أعلنت عن رغبتها في الحصول على نحو 4 مليارات دولار أمريكي من مؤتمر إعادة الإعمار، كمساعدات لإعمار القطاع، الذي شن الجيش الإسرائيلي حربا عليه يوم 7 يوليو الماضي، دامت 51 يوما، وخلفت دمارا ماديا واسعا، فضلا عن أكثر من ألفي قتيل فلسطيني، معظمهم مدنيون، مقابل مقتل 72 إسرائيليا، بينهم 68 عسكريا. ودخلت شاحنات محمّلة بمواد بناء إلى قطاع غزة الثلاثاء الماضي، عبر معبر كرم أبو سالم، بعد سماح السلطات الإسرائيلية بتوريدها بعد حظر دام لسبع سنوات. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تسمح فيها إسرائيل بإدخال مواد البناء عبر القطاع الخاص إلى غزة، بعد الحرب الأخيرة التي شنتها على القطاع في 7 يوليو الماضي واستمرت 51 يوماً، فيما سمحت بالمقابل بإدخال كميات محدودة من هذه المواد لوكالة "غوث" وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بالقطاع. وتمنع إسرائيل إدخال العديد من البضائع، وأهمها مواد البناء لغزة، منذ فوز حماس في الانتخابات التشريعية بداية عام 2006، حيث فرضت حصاراً مشدداً، وشددته عقب سيطرة الحركة على قطاع غزة عام 2007. غير أنها سمحت بإدخال كميات محدودة من مواد البناء بداية شهر سبتمبر من العام الماضي، ثم عادت ومنعت إدخالها في الشهر التالي، بدعوى استخدامها من قبل حركة حماس في بناء تحصينات عسكرية، وأنفاق أرضية.