أكثر من 630 أداة للتعذيب حصلت عليها مؤخرا حملة لاسترداد رفات البطل سليمان الحلبي بعد 214 عاما علي إعدامه المتحف يحتاج كيلومتر ليقام علي ارض مصر حينما تفتح "بوابة الجحيم" تجد في استقبالك على اليمين ثنائي من الوجوه المعروفة لدى غالبية المصريين ويشكلون أيضا جزء من وعيهم عن الأحداث الجارية في البلاد وينالان نصيبا متفاوتا بين مشاهديهم من الإعجاب والتأييد أو الانتقاد والنفور هما توفيق عكاشة وهالة سرحان بجوار بعضهما البعض في مقابل أحد الهياكل العظمية المعلقة على الحائط وصور لرواد التعذيب في المعتقلات المصريةفي مختلف العصور تملأ جنبات الغرفة. هذه البوابة هي أحد مكونات متحف أدوات التعذيب لصاحبه الدكتور محمد عبد الوهاب الباحث في فنون التعذيب ووسائل الإغتيالات المعاصرة ، وكان تعليقه على وجود صورة للإعلاميين ضمن أدوات التعذيب المتواجدة في الغرفة التي أسماها بوابة الجحيم أنهم "أبشع وسيلة تعذيب في العصر الحديث، فيكفي المرء الجلوس أمامهما ليذوق أهوال التعذيب النفسي والمعنوي ". لا يقتصر المكان على أدوات التعذيب فقط فبوابة واحدة تنقلك من عالم المعتقلات والأدوات البشعة إلى ركن روحاني يهدء الروع وتسكن فيه النفس فرائحة العطور النادرة التي تملأ المكان والمصاحف وبعض مقتنيات الرسول وصحابته تطمئن الروح والوجدان إليها بمجرد النظر والعبرة ، كما أنها تحتوي على عدد من العملات المعدنية ومصاحف نادرة وأقفال يعود عمرها لأكثر من ثلاث قرون بالإضافة إلى قنابل استخدمت في المقاومة الفلسطينية. قال عبد الوهاب إن التعذيب مأساة يتعرض لها بشر أبرياء لا ذنب لهم سوي الاختلاف في الرأي مع الأنظمة الحاكمة وأحيانا العقيدة، مضيفا أن تاريخ التعذيب بدأ من تاريخ الخليقة حتي هذه اللحظة باستمرار، وأول حالة قتل في التاريخ قتل قابيل لأخيه هابيل اللذان ذاقا أشد العذاب فهابيل تعذب للحظات حتي مات وأخيه لقي عذاب لأنه لا يكن يعرف يواري سوءة أخيه. قطع جديدة وفي زيارة أجرتها شبكة الإعلام العربية "محيط" للمتحف كشف عبد الوهاب عن حصوله علي أدوات تعذيب جديدة لا يوجد مثلها في العالم، تخص محاكم التفتيش الإسبانية وتعود لعام 1492م، موضحا أنه تعرض لمشاكل في الجمارك ما جعل النيابة تتحفظ عليها في مخزن قسم شرطة النزهة لمدة أربعة أشهر حتى أفرجت عنها قبل يومين تقريبا، مضيفا أنه أصبح الآن يمتلك أكثر من 630 أداة للتعذيب. رصدت "محيط" أبشع أدوات تعذيب للرجال والنساء وصور لأقدم مساجين مصر وأدوات منذ الحروب الصليبية، وطرق مختلفة للتعذيب البدني والنفسي سواء باستخدام الحيوانات والحشرات أو أدوات لقطع اليد والأظافر والتعذيب بالعقاقير، وأداة أخرى تشبه القفص الحديدي يوضع فيه الإنسان ويظل واقفا حتي تخور قواه يكون موجود في جُب الأرض. كما تجد أشد أنواع التعذيب المعنوي خلال أدوات تجميل تستعمل للرجال بالقهر يضعها ويرتدي ملابس نسائية لفعل أشياء مهينة ليجد صدمة وكسرة يصعب علاجها، بالإضافة إلى استخدام سلاح الاغتصاب للنساء أمام أزواجهم وغيرها من سبل الإهانة وتدمير الإنسانية وقهرها. استرداد رفات "الحلبي" وأكد عبد الوهاب استمرار حملته التي دشنها سابقا باسم "معا لاستراد رفات البطل الشهيد سليمان الحلبي" لجمع توقيعات لاسترداد رفات البطل الوحيد صاحب ال 22 عاما الذي أخذته الحملة الفرنسية علي مصر بعدما اقتحم جنودها المسجد الأزهر بالأحذية وقتل قائد القوات الجنرال "كليبر". واستنكر تجاهل الحكومة لدعم مثل هذه الحملة رغم مرور 214 عاما على إعدامه ولم تعد رفاته لمصر، كما توجد مثيلتها في سوريا ولكن لا تجد أي تسليط للضوء عليها أو دعم تكريما لما قدمه البطل للأمة العربية. ويروي التاريخ ان الفرنسيون حكموا على الحلبي بالإعدام عام 1800 بعد أن اغتال الجنرال كليبر قائد القوات الفرنسية في مصر وتم إعدامه بواسطة "الخازوق" وبقي جثمانه عليه عدة أيام تنهشه الطيور ثم أخذ الفرنسيون رفاته معهم لعرضها في متحف التاريخ الطبيعي في العاصمة الفرنسية وتم وضع جمجمته وتحتها صفة "جمجمة المجرم". لكن عبد الوهاب وضع جمجمة مماثلة له في متحفه "للمجرم كليبر"، وأوضح أن كل ما يريد هو كيلومتر من الأرض توفره له وزارة الإسكان بمنطقة سياحية ملائمة لإقامة المتحف وفتحه للجمهور.