الفنان وائل رفعت وشهرته بالسيرك القومي "وائل الجريسي"، يقدم حاليا لعبة "الطوق الفضي"، والتي روى ل"محيط" أنه صمم جهازها بنفسه، والذي وقع منه عدة مرات. تحدث وائل عن لعبته، وعن إمكانيات السيرك المحدودة فهو يحصل على 600 جنيه راتب شهري ولديه أسرة مكونة من زوجة وابنه. وذكرنا بلعبة الفيل والدببة والقرود التي انقرضت ضمن لعب أخرى في السيرك بسبب موت الحيوانات التي تعد ملكا لمدربيها واضطرار اللاعبين لتغيير فقرتهم أو اعتزال المهنة. حقائق أخرى حدثنا عنها وائل في حواره مع "محيط" وإليكم الحوار: - متى دخلت لعبة "الطوق الفضي" للسيرك، وكيف تعلمتها؟ عمر اللعبة حوالي خمس سنوات، لكنني لم أقدمها إلا الثلاث سنوات الأخيرة فقط لأنني كنت في دبي. وأنا تعلمت اللعبة بمجهودي، وذلك بعد أن شاهدتها مرة واحدة في سيرك "أليجريا" وعجبتني فكرتها، فحاولت أن أصمم جهاز لها، وصممت حوالي ثلاث أجهزة لكنهم فشلوا، حتى استقريت على جهاز ومقاس الاستندر. واللعبة تسمى بالطوق الحديدي أو الطوق الفضي. وقد قمت بعرضالفقرة في السعودية وحصلت على جائزة. - ماذا كنت تلعب قبل "الطوق الفضي"؟ كنت ألعب بسكلت مع والدي، وعندما حبيت انفصل عن الفقرة اخترت هذه النمرة، وهي تعبتني جدا في البداية حيث قمت بعمل بروفات لها لمدة عامين. - متى دخلت السيرك؟ منذ حوالي 19 سنة؛ فوالدي كان في السيرك، وفنون السيرك تعد وراثة أبا عن جدا، وشريكتي في فقرة "الطوق الفضي" زوجتي، وهي في الأساس تلعب مشي على السلك، فجميعنا في السيرك أسرة واحدة نكمل بعضنا البعض. -هل دفعك الأب للعب في السيرك أم أنك تحب هذا المجال؟ السيرك مثل أي مجال آخر، فعندما يأخذ الأب ابنه إلى العمل، ويجد الابن الناس تصفق لوالده، ورؤيته للفقرات المختلفة، فينبهر الابن بالمجال ويريد أن يكون مثل والده يرسم البسمة على وجوه الناس، لكن الجمهور لا يعرف أن مجهود لاعب السيرك شاق جدا، فلو اللعيب مخنوق أو عنده أي مشكلة يكون أمام الجمهور شخص آخر غير نفسه عندما يدخل "المانيش" – حلبة السيرك- . - كيف تستطيع فعل ذلك؟ تعود ؛ فهذا بفعل الوراثة مثل والدك، فنحن رأينا آباءنا في البيت شيء، وداخل "المانيش" شيءآخر، وأنا والدي علمني ألا أخرج من "المانيش" حتى ولو أصبت بشدة إلا لو لقيت مصرعي، فلو عندي إصابة استمر في العمل، وهذا حدث معي العديد من المرات، فأنا وقعت من الطوق أكثر من مرة وأصبت في وجهي، ومع ذلك أكمل فقرتي، ثم اتعالج بعد ذلك. - أحكي لنا عن إصابة شديدة حدثت لك؟ أكثر إصابة تعرضت لها، عندما كنت أقدم فقرتي أمام الجمهور في مرسى مطروح، ووقعت أثناء العرض من الطوق على ظهري، وانعدمت الرؤية بالنسة لي، ونهضت لاستكمال العرض، وبعد غلق الستار وقعت مرة أخرى وحملوني إلى المستشفى، وتعالجت حوالي أسبوع، وكنت مصاب بتورم في الرقبة وتمزق في العضلات. - ما هي أخطر لعبة في السيرك من وجهة نظرك؟ كل الفقرات خطرة بما فيها فقرة المهرج، فهو لو لم يؤدي بإتقان، أو لم يستطيع إسعاد من أمامه إذا لا فائدة منه. - كيف كنت تشاهد السيرك حينما كنت طفلا؟ السيرك وقتها كان به عمالقة كانوا يسافرون جميع الدول، مثل روسيا، الصين، واليابان وغيرها، وكنا ننبهر كيف يصلون لهذا المستوى من خلال البروفات، وخصوصا أن بروفات زمان تختلف عن اليوم؛فكنا زمان نضرب بالخرزانة، ونشتم، لكن حاليا تعد البروفات خفيفة، تمرين العضلات وغيرة فلا يوجد ضرب، فنحن كنا آخر جيل تدرب بالتعذيب، ومنا من سافر الصين مثل مصر مثل أحمد ياسين الذي حصل على ميداليتين من كوريا والصين، ومحمد أخوه، وأمير وكريم، فعندنا مجموعة تمثل مصر في دول كثيرة. وأنا حصلت على شهادات تقدير من دبيوالسعودية واليمن وغيرها، فنحن نحاول نعطي في هذا المجال بقدر استطاعتنا. - كيف تكون اجسادكم بهذه الخفة بداخل "المانيش" حتى ولو كان اللاعب ضخم الجسد؟ لأن هذا تعود من الصغر، وكل منا تدرب على حركته وأسلوبه، وحتى لو يوجد مجموعة "سمان" الجسد فهؤلاء عندما كانوا صغار كانوا رشقاء جدا وكانوا يلعبون "كاوتشوك". - لو فكرت تترك السيرك ماذا ستعمل؟ صعب جدا أن لاعب السيرك يتركه، وهذا على الرغم من أننا موظفين حكومة ومرتباتنا ضعيفة جدا، حتى بعد قانون الحد الأدنى للأجور أقصى مرتب عندنا 600 جنيه، وهذا ما أحصل عليه شهريا، أي بمعدل 20 جنيه في اليوم، وهذا لم يكفِ لأي شيء، لكنني أحب هذا المجال. وأنا لم أفكر مطلقا في ترك السيرك، فنحن لم نتعود على جلسة المكاتب، بل السيرك بيتنا، نقوم بعمل بروفاتنا في أي وقت. لكننا نقوم بالتمثيل أحيانا في المشاهد الخطرة حيث يستعين بنا صناع السينما في مشاهد الأكشن لأداء الحركات الصعبة ومشاهد المعارك. - وهل تعرض للإصابة خلال اداءك أي من المشاهد، وما أكثر مشهد خفت من تقديمة؟ بالفعل تعرضت للإصابة عدة مرات.أما عن المشهد الذي خفت من تقديمه فكان في إحدى المسلسلات؛ حيث كان مشهد عبارة عن حريق كبير، وكان دوري هوأن أقفز من الشباك في الحريق، واتفقنا مع منفذ الحريق على إشارتين فلم يكمل إشارته الثانية وقام بإشعال النار، فلم يكن لدي وقت كافي للخروج من النار، ولولاستر الله لوقعت كارثة، وهذا كان أكثر موقف شعرت فيه بالخوف. - هل هذا يعني أن فنان السيرك يجيد التمثيل؟ لاعب السيرك هو بالفعل ممثل جيد، لكن الممثل لا يستطيع أن يكون لاعب سيرك، فلاعب السيرك يقدم المشهد مرة واحدة. - كم تستغرق بروفات الألعاب من وقت؟ كل شخص يقوم بالبروفا حسب مايحتاج، ويبلغ الإدارة للتنسيق بين الألعاب المختلفة، فهذه مسألة ترجع لكل لاعب. والبروفا لا يكفيها ساعة فهي تكفي فقط تسخين عضلات اللاعب وعمل "السويدي"، لكن التدريب يحتاج بضعة ساعات يوميا. -هل درست شيء آخر غير فنون السيرك؟ جميعنا حاصلين على شهادات، فالمسألة لم تكن كسابقا أن فنان السيرك يكتفي بهذا المجال ولا يدرس شيء آخر،فكل هؤلاء علموا أولادهم، وأقل واحد من زملائي حاصل على دبلوم، وأنا حاصل على معهد سياحة. - ما تقوله للجمهور عن لاعب السيرك؟ هو عمل خطر فممكن أخسر حياتي في لحظة. - كيف تتكيف وزوجتك وابنتك مع هذا الأمر الصعب؟ هذا ما تعودنا عليه من صغرنا، فنحن نعتبر أن السيرك بيتنا، ونجلس فيه أكثر مما نجلس في بيوتنا. - ما هي مشكلات السيرك من وجهة نظرك؟ مشكلة السيرك أن إمكانياته محدودة، فحتى الحيوانات هي ملك للفنانين، ويتعاقدون مع وزارة الثقافة على إطعامهم فقط، وعندما يموت أحد الحيوانات تهدد اللعبة بالإنقراض، والتاريخ يذكر ألعاب شارك فيها حيوانات انقرضت بالفعل، مثل الفيل عندما توفى وألغيت هذه الفقرة منذ سنوات عديدة، وأيضا فقرة الدببة وفقرة القرود. ووقتها يتحول الفنان إلى لعبة أخرى. أيضا لو مات الفنان يرث أهله حيواناته، فلولا مثلا وجود "مدحت كوتة" ابن الراحلة "محاسن الحلو" لكانت هذه الفقرة انتهت برحيلها، إلا أن "مدحت" هو من ورث الأسود وتولى مسؤليتها، وكان بالسيركعدد كبير من الأسود والنمور لكن بموت بعضها لم تأتي الوزارة بغيرهم. هذا بالإضافة إلى أننا نطالب بعدم السرقة في المال العام؛ لأنه كان مخصص 13 مليون جنيه لتطوير السيرك قبل ثورة 25 يناير، لكن تم صرفهم على المبنى فقط، وما تم من وجهة نظري لم يكلفهم سوى مليون واحد، فهم أنشئوا مبنى مكون من أربعة طوابق، ولم يكتمل لأنه غير مطابق للمواصفات بالنسبة للحي، لكن أين كانت مطالبنا واحتياجاتنا من ذلك؟!!، فالفلوس صرفت دون جدوى! لذلك أتمنى أن يستقل السيرك بذاته خارج قطاع الفنون الشعبية الذي يضم 8 شعب،وأن يكون له ميزانية محددة، فمنذ فترة قابل مجموعة منا وزير الثقافة كي يشكل مجلس إدارة للسيرك ونحصل على ميزانية منفصلة لأن ما يحدث هو أن "المسرح" يحصل على حوالي نصف الميزانية، والباقي يكون للسيرك والراقصين في مسرح البالون، ونحن أكثر الذين لم يحصلون على حقوقهم، وباقي شعب القطاع تعتبر مدللة. ونحن من نكسب الملايين ولا نحصل منها على أي شيء. اقرأ فى الملف " عالم السيرك القومي .. إثارة ومتعة بطعم الإهمال" * فنانو "السيرك القومي" ل"محيط": نحصد للدولة الملايين ومرتباتنا ملاليم * لاعبة المشي على السلك ل"محيط": مفيش حد بيقدرنا..وقعت من فوق السلك مرتين ولم ألمس الأرض * لويزا حكيم ل"محيط": ألعب بالثعابين القاتلة وأخاف من الفأر والبرص * محمد الحلو ل"محيط": الأسود "غلابة" واعتبرهم أولادي * مدير شعبة السرك القومي : أرجوكم نظرة.. لاعب السيرك أصبح سائق تاكسي * مصر كانت قد الدنيا بفنونها وريادتها الثقافية (مقال) ** بداية الملف