يحتفل عملاق محركات البحث "جوجل" اليوم بالذكرى ال 186 لميلاد الأديب والروائي الروسي "ليو تولستوي" مستعيناً بصور لأشهر رواياته مثل "أنا كارنينا" و"الحرب والسلام" و"موت إفان إيلييتش". وحاز ليو بشهرة واسعة في جميع أنحاء العالم بسبب كتاباته الواقعية، واكتسب شهرته في الوطن العربي بسبب كتابه "حكم النبي محمد" نتيجة لتعمقه في بحث ودراسة الأدب العربي، وإعجابه الشديد برسولنا الكريم، كتب عن سماحته وطريقة تعامل المسلمين معه، التي حفظت له مكانته بعيداً عن الغلو والتفريط. كما اشتهر بأنه كان مصلحاً إجتماعياً ودعاية للسلام، ومفكراً أخلاقياً وعضواً مؤثراً في أسرته، والتي ظهرت على أشهر أعماله رواية "الحرب والسلام" التي تناولت مراحل الحياة المختلفة، ووصفت الحوادث السياسية والعسكرية التي حدثت في أوروبا مابين عامي 1805 و 1820، وتناول فيها غزو نابليون لروسيا عام 1812م، ورواية "أنا كارنينا" التي عالجت قضايا اجتماعية وأخلاقية وفلسفية في شكل مأساة غرامية كانت بطلتها هى "كارنينا". وتربي ليو على حب القراءة والأدب خاصة الأدب الشرقي والعربي، واجتهد في طفولته في قراءة الكثير من الروايات الشرقية مثل "ألف ليلة وليلة" و"علاء الدين والمصباح السحري" و"علي بابا والأربعون حرامي" وغيرها من الروايات والقصص التي تركت في نفسه أثراً بالغاً وحباً للأدب والكتابة. وأثر حبه للأدب الشرقي والعربي عليه، فقد أبدع في الكتابة في أولى أعماله كتاب "الطفولة" عام 1952، ثم كتاب "الصبا" عام 1954، وأنهى هذه السلسة عام 1987 بكتاب بعنوان "الشباب". ومن أعمال ليو أيضًا كتاب "ما الفن؟" الذي أوضح فيه أن الفن ينبغي أن يوجه الأشخاص أخلاقياً، وأن يعمل على تحسين أوضاعهم، وأن يكون بسيطًا يخاطب عامة الشعب بلغتهم، كما اتجه ليو في نهاية حياته للكتابة في مجال القصص الخيالية، فكتب قصة "موت إفان إيلييتش" عام 1886م، كما كتب أشهر أعماله في هذه المرحلة من حياته، رواية "البعث" عام 1899م. وولد ليو في التاسع من سبتمبر 1928 بمدينة "ياسيانا بوليانا" بروسيا القيصرية، والتحق ليو عام 1944 بجامعة "كازان"، وقبل في كلية اللغات الشرقية، التي تدرس اللغتين التركية والعربية، لكونه عاشقاً للأدب الشرقي، بالإضافة إلى رغبته في العمل في المجال الدبلوماسي بالشرق العربي، إلا أن طريقة التدريس لم تعجبه وترك الجامعة عام 1947 ليتجه إلى مجال الأعمال الحرة، بجانب تثقيف نفسه بقراءة المزيد من القصص والروايات. وإلتحق بالجيش وشارك بالعديد من المعارك، التي كتب عنها عام 1963 في كتابه "كوزاك"، الذي حكى فيه عن تجربته في الحروب، ونشر قصصاً واقعية لما شهده أثناء المعارك، وبعد تقاعده من الجيش توجه إلى أوروبا الغربية، التي عاد منها محملاً بثقافات جديدة وفكر أكثر تطوراً، وقام بفتح مدرسة خاصة بأبناء بلدته، كما قام بإصدار مجلة خاصة به. وتزوج ليو من صوفي بيرز التي كانت تصغره بستة عشر عاماً، وأنجب منها ثلاثة عشر طفلاً، وقد ساعدته كثيراً في كتاباته وأعماله، فقد قامت صوفي بنسخ مخطوطة رواية "الحرب والسلام" سبع مرات، حتى تم نشرها بعد ذلك من النسخة السابعة. وتوفي إثر إصابته بإلتهاب رئوي أثناء سفره لزيارة أخيه في قرية "استابو" في 20 نوفمبر 1910 عن عمر يناهز ال 82 عاماً، وتم دفنه في حديقة بمدينة "ياسنايا بوليانا"، ليترك للعالم تركة وثروة من الروايات والكتب التي مازالت تنشر حتى وقتنا هذا.