قالت مصادر إسرائيلية إن وفدا إسرائيليا رفيع المستوى سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل لعقد محادثات مع كبار المسئولين الأمريكيين قبيل استئناف المفاوضات بين إيران والدول الكبرى الست حول البرنامج النووي الإيراني. وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن "المحادثات الإسرائيلية الأمريكية الأسبوع القادم ستكون جزءا من الحوار الاستراتيجي الدوري بين البلدين وستجري يومي 10 و11 سبتمبر/أيلول الجاري وستكون مكثفة". وأشارت الصحيفة إلى أن المحادثات بين إيران ودول مجموعة "5 + 1" (تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن وهي أمريكا وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا بالإضافة إلى ألمانيا)، حول البرنامج النووي الإيراني ستجري في نيويورك يوم 16 من الشهر الجاري، أي بعد أيام من زيارة الوفد الإسرائيلي. ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية لم تحدد هويتها، أن "المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين سيتبادلون التقييمات الاستخبارية المتعلقة بالتقدم في البرنامج النووي الإيراني ومدى استعداد إيران لإبداء المرونة في المفاوضات المقبلة". وقالت "هاآرتس" إن "إسرائيل والولايات المتحدة ستحاولان تنسيق موقفيهما قبيل المحادثات مع إيران". ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه قوله، إن إسرائيل"تخشى من أنه كجزء من الجهد لإنهاء الجمود في المحادثات النووية فإن بعض الدول المشاركة ستقدم "أفكار خلاقة" تتضمن تنازلات بعيدة المدى لإيران بما يمكنها من مواصلة الاحتفاظ بقدرة تخصيب اليورانيوم بشكل كبير". وأضاف المسؤول ذاته أنه "حتى الآن فان الدول الكبرى اتخذت موقفا حازما ولكن هذا قابل للتغير إذا ما أرادوا منع انهيار المفاوضات". وأشارت صحيفة "هآرتس" إلى أنه سيرأس الوفد الإسرائيلي وزير الشؤون الاستخبارية والإستراتيجية يوفال شتاينتس، وسيضم في عضويته مستشار الأمن القومي يوسي كوهين، ورئيس دائرة الشؤون الإستراتيجية في وزارة الخارجية الإسرائيلية جيرمي لسخاروف، ومسؤولين كبار من وكالة الطاقة الذرية الإسرائيلية وجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ووزارة الدفاع والاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "آمان". أما الوفد الأمريكي فسيترأسه نائب وزير الخارجية ويليام بيرنز ونائبة مساعد وزير الخارجية ورئيسة الوفد الإسرائيلي إلى المحادثات مع إيران ويندي شيرمان، بحسب المصدر ذاته. وقالت الصحيفة "سيطلع شتاينتس اليوم الأربعاء لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الإسرائيلية على المحادثات بين إيران والقوى الدولية ، حيث من المتوقع أن يرسم صورة قاتمة حول عدم استعداد إيران لقبول أي تسوية حول برنامجها لتخصيب اليورانيوم، علما بأن إسرائيل ترى في تخلي إيران عن قدراتها هذه أمرا ملحا". وقد اتخذت الإدارة الأمريكية، يوم الجمعة الماضي، قرارا بفرض عقوبات جديدة على حوالي 25 شركة وشخصا، بتهمة انتهاكهم للعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران، بينها شركات عاملة في مجالي النقل والطيران، ومصارف إيرانية. ومنذ بداية العام الجاري، عقدت إيران ومجموعة (5+1) الدولية، ست جولات من المفاوضات، دون التوصل إلى اتفاق نهائي، جراء الخلاف حول عدة نقاط، أبرزها تخصيب اليورانيوم، وعدد أجهزة الطرد المركزي، ومفاعل آراك النووي، الذي يعمل بالماء الثقيل. وكانت إيران ومجموعة 5+1 قد توصلوا في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي في جنيف إلى اتفاق انتقالي مؤقت مدته 6 أشهر، ينص على أن تحد طهران من أنشطتها النووية، خاصة وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% مقابل رفع جزئي للعقوبات يشمل الإفراج عن أرصدة إيرانية مجمدة. ومنذ عام 2003، وهو العام الذي فُتح فيه ملف النووي الإيراني في أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك مجلس الأمن الدولي، يثير الغرب الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه إيران، وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل توليد الكهرباء.