أطلع الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، اليوم الثلاثاء، سفراء الدول العشر الراعية والضامنة للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، على المبادرة الجديدة لحل الأزمة بين الدولة وجماعة الحوثي. وقال هادي خلال استقباله للسفراء بالقصر الجمهوري بصنعاء بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن "الجميع يتطلع إلى أن تمثل هذه المبادرة مخرجاً سليماً للازمة". وأضاف هادي: "نتنظر استجابة واسعة من الجميع دون استثناء اذا ما كان الغرض أصلاً هو تغليب مصلحة الوطن العليا على ما عدا ذلك من المصالح الضيقة للجماعة أو الحزب أو الفئة أو الجهة"، داعياً "الجميع إلى تحمل المسؤولية الوطنية بصورة كاملة". والدول العشرة الراعية للتسوية السياسية، هي دول الخليج باستثناء قطر (السعودية، والإمارات، والبحرين، والكويت، وسلطنة عمان)، والدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (أمريكا، وروسيا، وفرنسا، وإنجلترا، والصين). وتشرف هذه الدول على مبادرة نقل السلطة التي تنحى بموجبها الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أواخر 2011 بعد اندلاع ثورة شعبيه ضد نظام حكمه في العام ذاته. وقال هادي إن "اليمن اليوم أمام محك اختبار خطير جداً، فإما العبور الى آفاق الوئام والسلام أو ما لا يحمد عقباه، وهو ما سيعرض اليمن إلى حرب ودمار وتشظي". واستعرض هادي خلال اللقاء حشد مليشيات الحوثيين باتجاه صنعاء وحولها، ومخيماتهم داخل شوارعها الحيوية، وتعطيل الحركة بصورة خطيرة"، مشيراً إلى أنه "قد لا يستطيع أحد أن يضبط هذه التجمعات العشوائية التي تهدد الأمن والسلم الاجتماعي. من جانبهم، عبر عدد من السفراء عن تأييدهم المطلق للخطوات والمبادرات التي يتبناها الرئيس اليمني من أجل تجنب الاحتكاك والانفجار، وأعربوا عن تطلعهم إلى استجابة الحوثيين لمبادرات الإجماع الوطني الواسع من أجل سلامة وأمن واستقرار اليمن. وعبر سفراء الدول العشر عن إدانتهم "للتحركات غير المشروعة التي تؤثر على استقرار وأمن اليمن" . واليوم الثلاثاء، قدمت اللجنة الرئاسية المكلفة بالتفاوض مع الحوثيين في اجتماع وطني موسع، مبادرة جديدة لحل الأزمة، تتضمن إقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة جديدة خلال أسبوع، وخفض أسعار المشتقات النفطية، والبدء بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني. وجاءت هذه المبادرة، بعد يوم واحد من قيام أنصار جماعة الحوثي، بقطع شوارع رئيسية في العاصمة صنعاء، تلبية لدعوة زعيمهم عبد الملك الحوثي بالبدء في تنفيذ مراحل التصعيد الثوري الثالثة والأخيرة والتي تتمثل بالعصيان المدني لإسقاط الحكومة وإلغاء قرارها برفع الدعم عن المحروقات. ومنذ 14 أغسطس/آب الماضي تنظم جماعة الحوثي مظاهرات، وأقامت خيام للاعتصام حول مداخل العاصمة، ونقلت هذه الاعتصام إلى وسط المدينة. ورفعت الحكومة اليمنية، نهاية يوليو/تموز الماضي، أسعار البنزين بواقع 75 %، والديزل (السولار) بواقع 90 %، وذلك في إطار خطة لخفض دعم الطاقة. ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن 6 حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمال)، وبين القوات الحكومية؛ خلفت آلاف القتلى والجرحى من الجانبين. ويُنظر لجماعة الحوثي التي تتخذ من محافظة صعدة، مقراً لها بأنها تسعى لإعادة الحكم الملكي الذي كان سائداً في شمال اليمن قبل أن تطيح به ثورة 26 سبتمبر/ أيلول 1962.