تشهد مصر موجه غضب كبيرة بين العديد من المواطنين بسبب تزايد معدلات انقطاع التيار الكهربائي في الفترة الأخيرة. وقال خبراء، ومسئولون بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، إن أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي والتي زادت الأسبوعين الماضيين، تعود لانخفاض إنتاج محطات الكهرباء، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في شهر أغسطس الجاري، الذي يؤدي لانخفاض قدرات المحطات علي الإنتاج، و زيادة الأحمال بشكل غير مسبوق وغير طبيعي في نفس الوقت، ونقص إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء، وتزايد العمليات الإرهابية لاستهداف منشآت قطاع الكهرباء، وتوقف بعض المحطات عن العمل لإجراء أعمال الصيانة الخاصة بها، وعمل بعض المحطات بكفاءة محدودة لاقتراب عمرها الافتراضي من الانتهاء، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء "الأناضول". ووفقا لبيانات مرصد الكهرباء سجَّلت أزمة انقطاع الكهرباء مستويات قياسية، مساء الاثنين الماضي، وعاش ملايين المواطنين فى حالة ظلام، وبلغ تخفيف الأحمال الكهربائية نحو 6050 آلاف ميجاوات وتبلغ كمية القدرات التي تم فصلها بسبب نقص الوقود 3500 ميجاوات ووصلت الأحمال على الشبكة 27 ألف و 800 ميجاوات فى سابقة لم تحدث من قبل. وقال محمد شاكر، وزير الكهرباء المصري، اليوم الأربعاء، في مؤتمر صحفي بالقاهرة عقد بعد اجتماع وزاري مصغر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لبحث أسباب استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي، إن الأزمة ستنتهي تماما خلال 4 سنوات، مضيفا، أن الكهرباء تنقطع عن منزله 4 مرات فقط في اليوم، وأنا أشعر بضيق المواطنين ولست سعيدا بذلك. وأضاف شريف إسماعيل وزير البترول المصري في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع مع الرئيس، إنه تنفيذا لتعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، جار تزويد محطات الكهرباء بالوقود وإمدادها بكامل احتياجاتها. نقص امدادات الغاز الطبيعي وقال مسئول بوزارة الكهرباء والطاقة المتجددة المصرية، إن أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي سببها نقص إمدادات الغاز الطبيعي لمحطات الكهرباء، بسبب عدم تنمية حقول إنتاج الغاز الطبيعي على مدار السنوات الثلاثة الماضية، مشيرا إلي أن كثرة استخدام المازوت والسولار تؤدي لنقص إنتاج المحطات المصممة أساسا للعمل بالغاز الطبيعي بسبب انخفاض كفاءة المحطات، وخروج بعض الوحدات للصيانة بقدرة 2000 ميجا وات. وأضاف المسئول – طلب عدم ذكر اسمه- في اتصال هاتفي مع وكالة الأناضول، أن احتياجات محطات الكهرباء من الوقود تتراوح بين 120 إلى 125 مليون متر مكعب من الغاز أو الوقود المكافئ "مازوت وسولار"، بينما الكميات المتاحة من قطاع البترول أقل من ذلك، وتؤدى لفقد 2000 ميجاوات يوميا. ووفقا لتصريحات مسئول بوزارة البترول المصرية، لوكالة الأناضول، توفر الوزارة حاليا 114 مليون متر مكعب غاز ووقود مكافئ يوميا، لمحطات الكهرباء من بينها 74 مليون متر مكعب من الغاز و30 ألف طن تقريبا مازوت وسولار. ارتفاع درجة الحرارة وأكد المسئول في تصريحاته للأناضول، أن أحد أهم أسباب أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، هو ارتفاع درجات الحرارة في شهر أغسطس الجاري والذي يعتبر شهر الذروة في فصل الصيف حيث تجاوزت درجة الحرارة نحو 37 درجة مئوية، مما قلل القدرة التوليدية للمحطات وفقد نحو 1200 ميجاوات من الشبكة الموحدة للكهرباء . استمرار العمليات الإرهابية وقال المسئول، لمراسل الأناضول، إن استمرار العمليات الإرهابية ساهم أيضا في تفاقم مشكلة أزمة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، حيث ظهر نشاط ملحوظ للعمليات الإرهابية في الآونة الأخيرة،لاستهداف منشئات قطاع الكهرباء،من أبراج ومحولات وأكشاك، ،والتي تعدت ال 300 عمل إرهابي على مدار الثلاثين يوم الماضية. وكانت وزارة الكهرباء المصرية، قد قدرت إجمالي الخسائر التي تكبدها قطاع الكهرباء جراء الأعمال التخريبية بالشبكة القومية للكهرباء نحو 276 مليون جنيه، تشمل 36 مليونا خسائر مباشرة تعادل تكلفة إصلاح وإعادة تأهيل الأبراج والمحولات والخطوط و240 مليونا خسائر غير مباشرة تعادل قيمة الطاقة التي تفقدها الشبكة القومية للكهرباء. وربط الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، خلال اجتماعه مع المحافظين ، الاثنين الماضي، بين انقطاعات الكهرباء المستمرة وتفجير أبراج الكهرباء، محملا المحافظين مسؤولية تأمين أبراج الكهرباء لمنع انقطاع التيار عن المواطن "الغلبان"، على حد قوله، مؤكدا أن تأمين هذه الأبراج مسؤولية الجميع، لأنها "مصلحة قومية ووطنية"، على حد تعبيره. محطات تعمل بكفاءة محدودة وقال المسئول في تصريحاته للأناضول، أن لدينا 54 محطة كهرباء بها221 وحدة توليد كهربائي تنتج 31 ألف ميجا وات وهى القدرات المركبة المتاحة حاليا من محطات الإنتاج "القدرات الاسمية"، بينما ما يتم إنتاجه فعليا الآن يتراوح ما بين 23 و.23.5 ألف ميجا وات، نظرا لخروج 2000 ميجا وات من المحطات للصيانة والباقي بسبب انخفاض قدرات التوليد لأسباب مختلفة ومنها ارتفاع درجة الحرارة. وأضاف، أن بعض المحطات تعمل بكفأة محدودة بسبب استخدام المازوت والسولار بدلا من الغاز الطبيعي في تشغيل المحطات، أو بسبب اقتراب عمرها الافتراضي من الانتهاء، مشيرا إلي أن 52 % من المحطات في حالة جيدة لان عمرها 10 سنوات فأقل، و27% من المحطات عمرها يزيد على 20سنة، بالإضافة إلى وجود محطات تقدمت وعمرها تعدى ال30 سنة، وهى تعمل بكفاءات قليلة نظرًا إلى اقترابها من انتهاء العمر الافتراضي. زيادة الأحمال وقال فهمي البندارى خبير الطاقة الكهربائية، إن أزمة الكهرباء اشتدت على مدار الأيام الماضية، بسبب زيادة الطلب على الطاقة بنسبة 10% بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، وتشغيل المواطنين بكثافة لمكيفات الهواء، مشيرا إلي أن مصر بها ما يزيد عن 7 مليون مكيف هواء. وأضاف البنداري في تصريحات خاصة ل"الأناضول"، أن هذه الزيادة في الطلب تأتى بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة والذي يخفض من أداء محطات الإنتاج بقدرة 20%من قدرتها، مشيرا إلي أن محطات الكهرباء تنتج 23000 ميجا وات على أقصى تقدير، في حين أن الطلب وصل لقرابة ال 2800 ميجا وات، ما يؤدي إلي تخفيف أحمال كبير يتعدي 5 آلاف ميجاوات. وأوضح خبير الطاقة الكهربائية، أن الحل الوحيد أمام المصريين الآن للحد من أزمة الكهرباء هو ترشيد الاستهلاك قدر الإمكان، منوها أن أوضاع الكهرباء ستتحسن نسبيا بعد انتهاء الشهر الجاري، وستشهد انفراجة بعد بدء استيراد الغاز الطبيعي لمحطات الإنتاج في شهر ديسمبر الأول المقبل. وقال محمد اليماني المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء،إن انقطاع التيار الكهربائي في مصر، يرجع إلى عده عوامل وليس عامل واحد بعينه، مثل درجة الحرارة التي تؤثر بشكل كبير على قدرة المحطات، وكذلك نقص الوقود واستهداف شبكات الكهرباء ومحاولة تخريبها، مشيرا إلي أن الشهر الجاري يعتبر أكثر الشهور استهلاكا للكهرباء نظرا لشدة الحرارة فيه، ما يؤدي إلي زيادة الأحمال. وأضاف اليماني، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، أن عدد أبراج الكهرباء على مستوى الجمهورية تصل إلى 140 ألف برج وهناك صعوبة في تأمين هذه الأبراج بسبب ارتفاع أعدادها،مشيرا إلى أن وزارة الكهرباء تبحث عن تقنيات حديثة لحماية أبراج ومحطات الكهرباء، وسيتم تنفيذها خلال المرحلة المقبلة. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء، أن انقطاع التيار الكهربائي كانت متزايدة خلال الأيام الماضية، ولكنها فى طريقها للانكسار خلال الأيام المقبلة.