رأت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن العراق الذي يناضل لكبح جماح ما وصفته ب "التمرد الإسلامي" السني واحتوائه، أضحى ممهدا لمواجهة سياسية شرسة جديدة في ضوء تشكيل حكومة جديدة برئاسة السياسي الشيعي حيدر العبادي. وأشارت الصحيفة - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - إلى أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي ، ورغم تمتعه بدعم سياسي محدود المستوى، استعد لمعركة سياسية شرسة.. زاعما أن تكليف العبادي "62 عاما" باطل قانونيا. وأوضحت الصحيفة أن الخلافات الراهنة ، أثارت مخاوف داخل العراق وخارجه ، حول تماسك استقراره المترنح ، فيما أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن ترحيبه بالحكومة العراقية الجديدة معتبرا إياها "خطوة واعدة للمضى قدما". من جانبها، تعهدت الحكومة الأمريكية بتوسيع مساعداتها إلى العراق في معركته ضد المتشددين الذين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة ، فقط في حال تشكيل حكومة جديدة تضم كافة الجماعات الدينية والعرقية المختلفة في البلاد. من جهته ، دعا رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي ، العراقيين إلى التوحد ضد الحملة التى وصفها ب "الهمجية" التي يشنها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والاام " داعش" ، وأثار أحدث اجتياح لهم في شمال البلاد قلقا في الداخل والخارج. كما أكدت القوات المسلحة العراقية في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنها ملك للعراق وحده وليست ملكا للمالكي.. لكن لوحظ تمركز ناقلات جند مدرعة ملونة بالأزرق والأبيض ، وتتلقى أوامرها من المالكي مباشرة ، أمام المنطقة الخضراء. ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن المالكي تمكن خلال سنوات حكمة ، من تشكيل قاعدة دعم له داخل الميليشيات العراقية ، لاسيما ميليشيا عصائب أهل الحق ، إلا أن بعض المحللين أكدوا أن هذه الميليشيات تدين بالولاء فقط لإيران التي سحبت دعمها للمالكي. كما أعرب مسئولون في العراق والولايات المتحدة عن أملهم في أن يساعد رئيس الحكومة الجديد في رأب صدع الخلافات في بلاده ودمج الأقلية السنية الغاضبة مرة أخرى في العملية السياسية، مما قد يسهم في تقليص الدعم الذي يتمتع به المتشددون السنة.