قرّرت السلطات الإيفوارية تعليق الرحلات الجوية من وإلى البلدان المتضرّرة جراء فيروس إيبولا، وفقا لبيان الحكومة الإيفوارية. وذكر البيان، الصادر مساء أمس الأحد، أنّ كوت ديفوار قرّرت "تعليق الرحلات التابعة لشركة "الخطوط الجوية الإيفوارية" من وإلى البلدان المتضرّرة من فيروس إيبولا، وذلك حتى إشعار آخر". كما حظرت السلطات على جميع شركات الطيران نقل ركاب قادمين من الدول المتضررة من الوباء إلى كوت ديفوار، حتى إشعار آخر. ولم يشر البيان بشكل واضح حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية إلى البلدان المعنية، غير أنّ بيانات منظمة الصحة العالمية أوضحت أنّ الدول الأكثر تضررا من فيروس إيبولا هي غينيا كوناكري وليبيريا وسيراليون، في منطقة غرب أفريقيا. وأضاف البيان أنّ جميع الركاب "سيتم إخضاعهم لقياس درجات الحرارة، لدى وصولهم في مطار "فيليكس هوفويت بوانيي" في أبيدجان، وذلك عبر استخدام مقياس الحرارة بالأشعة تحت الحمراء. وأوضح البيان أن كوت ديفوار ستعمل على "تعزيز تدابير الرقابة الصحية وإجراء الفحوصات في الحدود الجوية والبرية والبحرية، وذلك بمشاركة مكثّفة من سلطات المحافظات والسلطات التقليدية والدينية في البلاد". وأوصت وزارة الصحة الإيفوارية، في بيان آخر صدر في اليوم ذاته، ب "ضرورة الانتظام في غسل اليدين جيدا بالماء والصابون، وتجنب المصافحة". واشتبه، أمس الأحد بمدينة أوديني الواقعة على بعد 857 كم من أبيدجان، في إصابة شخص بفيروس إيبولا، حيث بدا أنّ المريض، وهو غيني الجنسية، "حاملا لأعراض المرض"، وفقا لما صرح به للأناضول مصدر إداري محلي فضل عدم الكشف عن هويته. وفي رواندا أيضا، تم، ليلة الأحد، عزل مريض يحمل أعراض الإصابة بفيروس إيبولا في "مستشفى الملك فيصل" بالعاصمة كيغالي، في انتظار تأكيد إصابته بالمرض من قبل الدوائر المختصة، خلال الساعات المقبلة، وفقا لمصدر طبي رواندي. ورفعت كوت ديفوار، وهي إحدى دول غرب افريقيا التي ما تزال حتى الآن بمنأى عن الوباء، مستوى التأهب لمواجهة الفيروس القاتل، حيث قررت السلطات الصحية في البلاد بث رسائل التوعية على نطاق واسع، وبشكل "طارئ"، لمنع انتشار المرض على أراضيها. وخلال القمة الأفرو- أمريكية، المنعقدة في 5 و 6 أغسطس/ آب الجاري بواشنطن، دعا الرئيس السنغالي "ماكي سال" إلى تعبئة المجتمع العلمي للتغلب على الحمى النزفية. ووفقا ل "سال"، فإنّ إيبولا ليست "مرضا أفريقيا"، وإنما هو فيروس مدمّر يهدّد البشرية جمعاء. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فقد أودى فيروس الايبولا بحياة 932 شخص منذ بداية العام، من أصل أكثر من ألف و700 حالة مشتبه في إصابتها. وتعتبر كلّ من سيراليون وليبيريا وغينيا البلدان الأكثر تضرّرا من هذا الوباء. ويعد فيروس "إيبولا" من الفيروسات الخطيرة والقاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات من بين المصابين به إلى 90 %، وذلك نتيجة لنزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس، كما أنه وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عن طريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى، والكشف عليهم، من خلال أجهزة متخصصة، لرصد أي علامات لهذا الوباء الخطير. وحتى الآن لا يوجد أي علاج أو لقاح واقٍ ضد فيروس "إيبولا"، هذا بالإضافة إلى أن المرضى المصابين بهذا الفيروس يحتاجون إلى عناية مركزة، ولا يمكن السيطرة على تفشي العدوى إلا من خلال استخدام التدابير الوقائية الموصى بها طبياً.