دخلت صباح اليوم الأربعاء، قافلة من سيارات الإسعاف إلى بلدة عرسال اللبنانية على الحدود الشرقية مع سوريا، وذلك في اطار تنفيذ بنود مبادرة وقف إطلاق النار في البلدة، حيث يستمر الهدوء مع "بعض الخروقات". وأفاد مراسل وكالة "الأناضول" الإخبارية في المنطقة: "إن 3 سيارات إسعاف تابعة لهيئة الإغاثة الإسلامية دخلت اليوم إلى عرسال"، مضيفا أن الصحفيين منعوا من مرافقة الموكب الطبي. من جهته، قال عضو في الوفد الذي تولى التفاوض على وقف لإطلاق النار بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة في بلدة عرسال، اليوم، إن وفدا من "هيئة العلماء المسلمين ينتظر الدخول الى عرسال لاستكمال تنفيذ المبادرة". وأشار العضو الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، الى أن "وقف اطلاق النار صامد حتى اللحظة مع بعض الخروقات"، موضحا انه عند "وقف الخروقات سيدخل الوفد". وأضاف أنه بعد دخول الوفد واجتماعه باللجنة التي تم تشكيلها من وجهاء عرسال للتواصل مع الدولة، بحسب ما نصت مبادرة وقف اطلاق النار، سيدخل وفد طبي تابع للمؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان "لايف" ومن بعدها تطبق باقي البنود وهي تسليم كل العناصر الأمنية المحتجزة لدى المجموعات المسلحة وانسحاب هؤلاء من عرسال". وكان الوفد المفاوض الذي تعرض لإطلاق نار لدى دخول مساء امس الاول الى عرسال ما ادى الى اصابة عدد من أعضائه، نجح في تثبيت وقف اطلاق النار واطلاق سراح 3 من رجال الامن المحتجزين قبل خروجده من البلدة. ولفت عضو الوفد نفسه في تصريح ل "الاناضول" امس الى انه بعد اطلاق سراح عناصر الامن الثلاثة، وتشكيل لجنة من وجهاء عرسال وكذلك لجنة سورية – لبنانية لتتولى أمر مخيمات اللاجئين السوريين في البلدة، ستدخل الفرق الطبية والمواد الاغاثية الى البلدة على أن يلي ذلك انسحاب المسلحين واطلاقباقي المحتجزين من عناصر القوى الامنية لدى المسلحين. واندلعت معارك بين الجيش والمجموعات المسلحة الذي اسماهم الجيش في بيان ب"الإرهابيين والتكفيريين" في محيط عرسال السبت الماضي على اثر توقيف احمد الجمعة، أحد القادة الكبار في "التنظيمات الإرهابية السورية"، ما ادى الى مقتل وجرح العشرات من المسلحين في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش وجرح 86 اخرين وفقد 22 عسكريا. وكانت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، لأفادت مساء أمس بأن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي وافق على وقف اطلاق النار مع المسلحين في محيط بلدة عرسال لمدة اربع وعشرين ساعة ضمن اتفاق يسمح بادخال المساعدات للبلدة واجلاء الجرحى ومن ثم الافراج عن العناصر الامنية اللبنانية المحتجزة وانسحاب المسلحين. وذكرت الوكالة ان رئيس الحكومة تمام سلام تشاور مع العماد قهوجي خلال اتصال هاتفي "في ما انتهت اليه جهود هيئة علماء المسلمين"، مشيرة الى ان مبادرة الهيئة لوقف المعارك بين قوات الجيش اللبناني والمسلحين في منطقة عرسال والمستمرة منذ يوم السبت الماضي "اثمرت اتفاقا على وقف اطلاق النار مع المسلحين لمدة اربع وعشرين ساعة تبدأ عند السابعة من مساء الثلاثاء "16 تج". واضافت ان الاتفاق ينص ايضا على "ادخال مساعدات انسانية وغذائية الى عرسال وإجلاء الجرحى"، خلال فترة الهدنة "على أن يجري لاحقا، وبعد ثبات عملية وقف اطلاق النار، الافراج عن جميع المحتجزين من افراد القوى المسلحة اللبنانية، وانسحاب المسلحين من عرسال". وأبلغ العماد قهوجي رئيس الحكومة تمام سلام "موافقته على هذه الصيغة، والتزام الجيش الهدنة التي توصلت اليها جهود الهيئة"، مؤكدا "بقاء الجيش على تأهبه الكامل وعدم التساهل مع أي خرق من قبل المسلحين".